عما يفعل إلى غير ذلك من الأسماء الإلهية، وصفات الذات الأحدية، وآخر هذه الدرجات ادعاء مقام الإلهية..!!
ويقف هذا السيل الجارف الآخذ بالطغيان والازدياد عن السد الذي تبنيه درجة القوة العلمية في الأمة وينتهي إلى الحد الذي تستنكف فيه الأمة بواسطة قوتها العلمية أن تمكن السلطان وإلا فهو ينتهي إلى الدرجة الأخيرة كما يظهر من سيرة الفراعنة السابقين.
وبمقتضى أن الناس على دين ملوكهم تكون معاملة نوع الشعب مع من دونهم بتلك المعاملة السلطانية الاعتسافية مهما اختلفت طبقاتهم، وأصل هذه الشجرة الخبيثة مبني على أساس جهل الأمة بوظائف السلطنة وحقوقها الشرعية وقوامها الوحيد عدم وجود محاسبة السلطان في البين، وعدم وضع المسؤولية الكاملة والمراقبة التامة على أعماله وارتكاباته المنافية لمقامه.
ثم أدلى رحمه الله بالنوع الثاني من أنواع السلطة، وأضاف بعد ذلك في بيان الحكم الاستبدادي قال رحمه الله:
" إن القسم الأول مبني بجميع مراتبه ودرجاته على القهر والتسخير واستخدام الأمة لإرادات السلطان التحكمية، وصرف قوى النوع من المالية وغيرها في سبيل نيل مراداته وأغراضه، وعدم المسؤولية عما يرتكب السلطان، فإن فتك فقد فتك بمملوكه، وإن عفا فهو أهل العفو عن عبيده وإمائه، وكذا إن قتل ولم يمثل أو لم يقطع المقتول قطعة قطعة فيطعمه من حوله من الذئاب الضارية أو قنع بنهب الأموال ولم يتعرض فقد فعل ما يستحق الشكر ويستوجب المنة... نسبة الآهلين إلى السلطان كنسبة العبيد