التي واجها العالم الإسلامي بالأسى المرير والحزن العميق فقد انتهكت في قتلهم حرمة الإسلام.
إن جرائم معاوية وموبقاته ومنكراته لا تحصى. فقد فرق كلمة المسلمين وشتت شملهم وأشاع فيهم المنكرات وجر إليهم الويلات والخطوب وختم حياته الشريرة بأفحش ألوان الظلم فقد استخلف على المسلمين ابنه يزيد الفاسق الماجن الذي أعلن الحرب على الإسلام. وحمل معول الهدم على جميع قيمه ومقدساته فقتل سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (ع) سبط النبي (ص) ووارثه وأحب الناس لديه وسبى عياله وذراريه. وقد انتهك بذلك حرمة الرسول الأعظم (ص) التي هي أولى بالرعاية والعطف من كل شئ. كما انتهك حرمة البيت الحرام الذي جعله تعالى أمنا لعباده فأمر بهدم الكعبة قبلة المسلمين.
وأباح مدينة النبي (ص) في واقعة الحرة ثلاثة أيام لجنوده وجيوشه فارتكبت من الفضائع والفضائح ما سودت به وجه التاريخ.
وعلى أي حال فإن الحكم الاستبدادي يقوم على انتهاك الحرمات وعلى اضطهاد الشعب وسحق مقدساته وتحطيم معنوياته. وقد وصف بعض الكتاب الحكام المستبدين بقوله:
" إن الحكام المستبدين كالحشرات القذرة لا تعيش أبدا في جو نظيف، ولا تنصب شباكها إلا حيث الغفلة السائدة والجهالة القائمة وإن عقول المستبدين لا تعي مبدأ التفاهم ولا تضيق لضيقها وتفاهتها الأخذ والرد للوصول إلى الحق ويكاد لا ينبعث صوت للخير حتى يلاحقه صوت من الارهاب يطلب إما إخراسه وإما قتله.... " (1).