" إن صلاحكم من صلاح سلطانكم وإن السلطان العادل بمنزلة الوالد الرحيم فأحبوا له ما تحبون واكرهوا له ما تكرهون لأنفسكم " (1).
ويقول النبي (ص): " لعمل الإمام العادل في رعيته يوما واحدا أفضل من عبادة العابد في أهله مائة عام أو خمسين عاما... " (2).
إن سعادة الأمة بعدل حكامها فإذا طبق الولاة والحكام العدل على شعوبهم سادت الأمة ونالت أمانيها لقد كرس الإسلام جميع جهوده على أن يكون زمام الحكم بيد العادل من أبنائه الذين لا يميل بهم الحب والبغض، وقد تواترت الأخبار في تقديره والثناء عليه وأنه أقرب الناس إلى الله يقول النبي (ص).
إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة، وأقربهم منه مجلسا إمام عادل، وإن أبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذابا إمام جائر " (3) ويقول الإمام الصادق (ع): " الإمام العادل لا ترد له دعوة " وذلك لقربه من الله تعالى.
إن للحكم إغراء لا يفلت من ربقته إلا ذوو النفوس الزكية الكريمة - وما أقل عددهم - فإن الحكم يجعل بيد الحاكم الإمكانيات التي توجب إنعاش الشعوب لو استعملها في صالحهم وفي إسعادهم كما أنها توجب انتكاسة الحياة وهلاك الأمة لو استعملها في مصالحه الخاصة وأهمل شؤون البلاد. وسوف نتعرض بالتفصيل إلى عدالة الحاكم مع بقية الشرائط التي يلزم توفرها فيه عند بيان (أصول الحكم والإدارة في الإسلام).