الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق نور في قلبه اليقين " (1).
وقال الإمام الباقر (ع): " إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحل المكاسب، وترد المظالم، وتعمر الأرض، وينتصف من الأعداء، ويستقيم الأمر، فأنكروا بقلوبكم، والفظوا بألسنتكم، وصكوا بها جباههم فلا سبيل عليهم " أنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم (2) " هناك فجاهدوهم بأبدانكم وابغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا ولأمر يدين لظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى أمر الله ويمضوا على طاعته ".
إن إقامة المعروف وتحطيم المنكر من أهم الأهداف التي ينشدها الإسلام وقد ضحى أئمة المسلمين بأرواحهم ونفوسهم في سبيل ذلك، فهذا الإمام أبو عبد الله الحسين (ع) سيد شباب أهل الجنة وريحانة الرسول (ص) إنما ثار على يزيد بن معاوية الطاغية ابن الطاغية من أجل إعلاء كلمة الحق وإحياء سنن العدل والقضاء على روح الوثنية والإلحاد وإعادة الحياة الإسلامية إلى مجراها الطبيعي يسودها العدل والمعروف، وقد أعرب عليه السلام عن ذلك في بعض رسائله التي كشف فيها عن أسباب نهضته فقد جاء فيها: " إني لم أخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر " من أجل أداء هذه الرسالة الكبرى انبرى (ع) إلى ميادين