من لا يصل إليك ممن تقتحمه (1) العيون وتحقره الرجال، ففرغ لأولئك ثقتك من أهل الخشية والتواضع فليرفع إليك أمورهم ثم اعمل فيهم بالإعذار إلى الله يوم تلقاه فإن هؤلاء من بين الرعية أحوج إلى الإنصاف من غيرهم ".
ويتعرض الإمام (ع) إلى صنف آخر من المعوزين فيأمر بمساعدتهم والعطف عليهم يقول (ع):
" وتعهد أهل اليتم وذوي الرقة (2) في السن ممن لا حيلة له، ولا ينصب للمسألة نفسه وذلك على الولاة ثقيل والحق كله ثقيل (3) ".
واشتملت هذه الوصية على جميع صنوف الرحمة وأنواع البر والإحسان بالضعفاء ولم نعهد أن هناك مذهبا من المذاهب أو دينا من الأديان قد أمر بمثل هذا العطف والحنان على الفقراء والبائسين.
إلى هنا ينتهي بنا الحديث عن بعض الوسائل التي شرعها الإسلام لمكافحة الفقر وإزالة شبحه البغيض من المجتمع أما استيفاء البحث في ذلك، وبيان أصالة الاقتصاد الإسلامي، وعدم صلاحية الأنظمة الاقتصادية الحديثة من الرأسمالية والشيوعية إلى إصلاح الحياة العامة، وعدم استطاعتها على نشر الاستقرار والرفاهية في شعوب الأرض فإن البحث عن ذلك كله يستدعي إلى المجلدات الضخمة وقد تناول الموضوع بالبحث والتحليل جماعة من أفذاذ الفكر الإسلامي فأوفوا الموضوع حقه.