وليس المقصود من المساواة التي أعلنها الإسلام هي المساواة الطبيعية بين الناس وهي تساويهم في اللون والشكل فإنها غير ملحوظة في نظر الإسلام ولا يعقل إرادتها ووجودها فإن الناس قد خلقوا غير متساويين في اللون والشكل والتكوين، والعقل والذكاء وفي الأخلاق والميول والطبائع ويستحيل التساوي بينهم من هذه الجهة.
كما أن المقصود من المساواة ليس هو المساواة بين الناس في المعيشة فإن ذلك أمر غير ممكن وفي الحديث " لو تساويتم لهلكتم " وقد أرادت روسيا في عهد ستالين تطبيق المساواة في الأجور على مسرح الحياة العمالية في بلادها ففشلت في ذلك لأنه أوجب شل الحركة الاقتصادية وذيوع الكسل والخمول بين صفوف العمال، وتعرضت البلاد للمجاعة الشاملة فقرر ستالين على إلغاء ذلك. وخطب بعد حملة التطهير الدامية التي حصد بها رؤوس خصومه ومعارضيه في هذا الرأي قال:
" إن هؤلاء يحسبون أن الاشتراكية تستلزم المساواة في الأجر ألا ما أسخفه من رأي إن المساواة التي نادوا بها أضرتنا أكبر الإضرار " (1).
وقرر ستالين في المؤتمر الذي عقده سنة (1931) إن الانهيار الاقتصادي الذي منيت به روسيا كان من جراء تطبيق المساواة بين العمال في الأجر فقال:
" إن سير التقدم قد تعثرت خطاه نظرا للطريقة التي يسير إليها العمل من