ويقول النبي (ص) مخاطبا لأسرته:
" يا بني هاشم، لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم تقولون نحن ذرية محمد (ص) ".
وقد قضى النبي (ص) بذلك على داء التفاخر بالأنساب الذي كان مستحكما في ذهنية العرب يقول (ص) مخاطبا لبعض أصحابه: " انظر فإنك لست بخير من أحد ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى الله " وخاصم عبد أسود من عامة الناس عبد الرحمن بن عوف وهو من كبار الشخصيات اللامعة فغضب عبد الرحمن منه وقال: يا ابن السوداء.
فلما سمع النبي (ص) هذا التنابز منه اندفع وهو مغيظ قائلا له:
" ليس لابن بيضاء على ابن سوداء سلطان إلا بالحق ".
إن التفاخر بالعنصرية أو بالآباء إنما هو سلاح الضعفاء الذين لم يؤتوا موهبة العمل ولو كان لذلك أهمية أو قيمة في رفع كيان الشخص لما جعل الله الإنسان منوطا بعمله في ذلك اليوم الذي لا يسأل فيه مولود عن والده ولا والد هو مسؤول عن مولوده.
إن الإسلام جعل أساس التمايز والتفاوت بالتقوى وعمل الخير لا بمجد الآباء والأجداد، ولا بالمال والمتاع، ولا بغير ذلك من زخارف الحياة.
إن المساواة التي أعلنها الإسلام تشتمل على جميع عوامل النهوض والارتقاء، وتحتوي على جميع وسائل التعاون والتآزر والتآلف، والإنسانية في حاجة لها أكثر من حاجتها إلى غيرها من مقومات الحياة لأنها توطد دعائم السلم في