ليكون قدوة للناس وهاديا لهم على طرق الخير، وكان يفتش عن أعمالهم ويسمع ما ينقل إليه من أخبارهم وقد عزل العلاء بن الحضرمي عامله على البحرين لأن وفد عبد القيس شكاه، وولى أبان بن سعيد، وقال له: " استوص بعبد القيس خيرا وأكرم سراتهم (1) وكان يستوفي الحساب على العمال يحاسبهم على المستخرج والمصروف (2).
وقد استعمل رجلا من الأزد على الصدقات فلما حاسبه فقال:
الأزدي هذا لكم، وهذا أهدي لي.
فتألم النبي (ص) من كلامه وانطلق يقول:
ما بال الرجل نستعمله على العمل مما ولانا الله فيقول: هذا أهدي لي؟
أفلا قعد في بيت أمه وأبيه فنظر أيهدى إليه أم لا والذي نفسي بيده لا نستعمل رجلا على العمل مما ولأنا الله منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء، وإن كانت بقرة لها خوار وإن كانت شاة تمغر، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم هل بلغت قالها مرتين أو ثلاثا. " (3) وقد امتنع أكثر عمال النبي (ص) من قبول الهدايا إليهم فهذا عبد الله بن رواحة كان النبي (ص) يبعثه كل عام إلى يهود خيبر - وكانت قراهم من أهم قرى الحجاز - ليخرص عليهم تمرهم فإذا مضى وخرص تمرهم ضمنوه منه وقد أراد اليهود أن يرشوه فجللوا له حليا من حلي نسائهم وقالوا له: