الله كره الظلم ونهى عنه فقال: " ألا لعنة الله على الظالمين " ويبشر الناس بالجنة وبعملها وينذر الناس بالنار وبعملها، ويستألف الناس حتى يفقهوا في الدين، ويعلم الناس معالم الحج وسنته وفريضته، وما أمر الله به والحج الأكبر... " (1) هذه بعض فصول العهد وهي تدل على مدى اهتمام النبي (ص) بنشر الدعوة الإسلامية وتبليغ أحكامها وفروضها وبعث (ص) معاذ بن جبل واليا وزوده بوصية وألزمه أن يسير على ضوئها وهي تكشف عن واجبات العمال وهذا نصها:
" يا معاذ، علمهم كتاب الله وأحسن أدبهم على الأخلاق الصالحة وأنزل الناس منازلهم - خيرهم وشرهم - وأنفذ فيهم أمر الله ولا تحاش في أمره ولا ماله أحدا فإنها ليست بولايتك ولا مالك، وأد لهم الأمانة في كل قليل وكثير، وعليك بالرفق والعفو في غير ترك للحق يقول الجاهل قد تركت من حق الله واعتذر إلى أهل عملك من كل أمر خشيت أن يقع إليك منه عيب حتى يعذروك وأمت أمر الجاهلية إلا ما سنه الإسلام وأظهر أمر الإسلام كله صغيره وكبيره وليكن أكثر همك الصلاة فإنها رأس الإسلام بعد الاقرار بالدين وذكر الناس بالله واليوم الآخر واتبع الموعظة، فإنه أقوى لهم على العمل بما يحب الله ثم بث فيهم المعلمين واعبد الله الذي إليه ترجع ولا تخف في الله لومة لائم.
وأوصيك بتقوى الله وصدق الحديث والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وترك الخيانة ولين الكلام وبذل السلام وحفظ الجار ورحمة اليتيم وحسن العمل وقصر الأمل وحب الآخرة والجزع من الحساب ولزوم الإيمان والفقه في القرآن وكظم الغيظ وخفض الجناح.