الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون " (1).
فجاء حاطب حتى دخل مصر فلم يجده هناك فذهب إلى الإسكندرية فأخبر أنه في مجلس مشرف على البحر فركب حاطب سفينة وحاذى مجلسه وأشار بالكتاب إليه فلما رآه المقوقس أمر بإحضاره فلما جئ به نظر إلى الكتاب وفضه وقرأه فالتفت إلى حاطب فقال له:
- ما منعه إن كان نبيا أن يدعو على من خالفه، وأخرجه من بلده إلى غيرها أن يسلط عليهم؟
فأجابه حاطب:
ألست تشهد أن عيسى بن مريم (ع) رسول الله فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يقتلوه، أن لا يكون دعا عليهم أن يهلكهم الله تعالى حتى رفعه الله إليه؟
وبهر عظيم القبط بهذا المنطق الرصين فقال له:
أنت حكيم من عند حكيم (2).
ثم قابله بالحفاوة والتكريم، وأرسل إلى النبي (ص) هدايا وبعث إلى النبي (ص) بهذه الرسالة.