ومن ثم فإذا أنا صدقت بأن المسلمين أمة مستقلة وفق جميع الأقدار والقيم التي يعتد بها في الحياة الدنيا وما بعدها... " إن الإسلام قد أحاط بكل منهج من مناهج الحياة وحفل بجميع مقومات النهوض والارتقاء للمجتمع الإنساني فحري بالمسلمين أن ينهجوا نهجه ويترسموا خطاه ويسيروا على ضوء أحكامه يقول الأستاذ " فمبري " مخاطبا أحد أدباء الأتراك.
" إن فقهكم الإسلامي واسع جدا إلى درجة أني أقضي العجب كلما فكرت في أنكم لم تستنبطوا منه الأنظمة والأحكام الموافقة لزمانكم وبلادكم!! " إن الفقه الإسلامي بإصالته وسماحته قد شمل جميع ما يحتاج إليه المسلمون من الأنظمة والقوانين فقد شرع لهم النظام التجاري والنظام المالي، والأنظمة الإدارية، وبين جميع ما يتصل بالفرد والدولة من الحقوق والواجبات كما أوضح الحقائق الأساسية التي تقوم عليها الحياة العامة ولكن من المؤسف إن جملة من الحكومات القائمة في البلاد الإسلامية قد أهملته في جميع المجالات ولم تطبق منه قليلا ولا كثيرا على واقع شعبوها وأخذت تستورد الأنظمة التي لم تبتن على أسس سليمة ولا تتفق بأي حال مع اتجاهات المجتمع الإسلامي ولا تنسجم مع ميوله وأهدافه.
إن الجماهير الإسلامية تطالب بإلحاح من حكومتها المتحررة أن تحل الأنظمة الإسلامية محل الأنظمة الجائرة التي حملها المستعمرون إلى بلادهم وأن تقضي على جميع المبادئ والأسس التي لوثت بها القوى الكافرة بلادهم.
إن التخلص من الاستعمار لا يكون بجلاء قواته وسلب نفوذه من البلاد