هذه بعض الأوضاع السائدة في العالم العربي وهي تنم عن التفسخ والانحلال والضعة والهوان وليست الشعوب الأخرى أرقى حياة وتفكيرا من العرب فجميع الأمم قد ساد عليها الجهل والشقاء والذل والانحطاط.
وقد أراد الله تعالى أن يغير مجرى تأريخ الحياة وأن ينقذ الإنسان من محنته وشقائه فأرسل رسوله محمد (ص) بالهدى ودين الحق فانبرى (ص) إلى العالم وهو يحمل بيده مشعل النور والهداية إلى تلك الشعوب المضطهدة في عيشها والسقيمة في أفكارها فأرشدها إلى طريق الخير وقادها إلى شاطئ الأمن والسلامة.
لقد انطلق الإسلام في دعوته الخالدة كالمارد الجبار وهو يبني أسسا للحياة الحرة الكريمة ويضع الخطوط العريضة لسلوك الإنسان في حياته الدنيا.
لقد حمل الإسلام معول الهدم على معالم الجاهلية الرعناء فنسف أوهامها وحطم أفكارها السحيقة وإلى ذلك البناء وهذا الهدم يشير الحديث الشريف.
" إن الله بنى في الإسلام بيوتا كانت خربة في الجاهلية وهدم بيوتا كانت عامرة في الجاهلية ".
إن الإسلام أشاد صروح العدالة وبنى معالم الحياة الكريمة التي يرفرف عليها لواء العلم والفضيلة ويسود فيها التعاون والإيثار، لقد أقام الإسلام ذلك وشيده بعد ما لم يوجد له أي ظل في واقع الحياة.
وأما البيوت التي حطمها الإسلام فهي: بيوت الظلم والاستغلال وبيوت الاستبداد والتحكم الفردي تلك البيوت التي كانت عامرة في الجاهلية فأبادها الإسلام ولم يبق لها أي أثر أو وجود.