الأول قال والأوجه عندي تأويل اللفظين على ما أول عليه حديث بل أجد خمسين منكم لشدة الفتن في زمان المهدي قلت التحقيق إن جهات التفاضل مختلفة ولا يجوز لنا التفضيل على الاطلاق في فرد من الأفراد إلا إذا فضله النبي صلى الله عليه وسلم كذلك فإنه قد وجد في المفضول مزية من جهات أخر ليست في الفاضل وتقدم عن الشيخ في الفتوحات أنه معصوم في حكمه مقتف أثر النبي صلى الله عليه وسلم لا يخطئ أبدا ولا شك إن هذا لم يكن في الشيخين وأن الأمور التسعة التي مرت لم تجتمع كلها في إمام من أئمة الدين قبله فمن هذه الجهات يجوز تفضيله عليهما وإن كان لهما فضل الصحبة ومشاهدة الوحي والسابقة وغير ذلك والله أعلم قال الشيخ علي القاري في المشرب الوردي في مذهب المهدي ومما يدل على أفضليته أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه خليفة الله وأبو بكر لا يقال له إلا خليفة رسول الله.
(خاتمة) اشتملت قصة المهدي على جملة من أشراط الساعة فلنشر إلى عدها وذكر بعض أحاديثها إجمالا وفاء بما وعدناه من حفظ الأحاديث على المسلمين فمنها حسر الفرات عن جبل من الذهب كما مر عن أبي هريرة رضي الله عنه لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه الناس فيقتل تسعة أعشارهم رواه ابن ماجة عنه ورواه أحمد ومسلم عن أبي وفي آخره حتى يقتل من كل مائة تسعة وتسعون وكذا رواه مسلم عن أبي هريرة روى عنه الشيخان وأبو داود مختصرا يوشك الفرات يحسر عن كنز فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا وفي رواية نعيم بن حماد عنه فيقتل من كل تسعة سبعة فإذا أدركتموه فلا تقربوه ومنها قتل النفس الزكية عن مجاهد قال حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض فأتى الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها رواه ابن أبي شيبة وعن عمار ابن ياسر رضي الله عنه إذا قتلت النفس الزكية وأخوه يقتل بمكة ضيعة نادى مناد من