زمانه وأظلكم أوانه وظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قرن الصحابة ثم الذي يليه ثم الذي يليه وهو إشارة إلى ما ورد في حديث ثلاث مرات ثم الذين يلونهم بعد قوله خير القرون قرني وورد في رواية ثلاثة تترى وواحد فرادى فيكون قرنه الرابع المفرد الملحق بالثلاثة تترى قال ثم جاء بينها أي القرون الثلاث والرابع فنزلت وحدثت أمور وانتشرت أهواء وسفكت دماء وعاثت الذئاب في البلاد وكثر الفساد إلى أن طم الجور وطما سيله وأدبر نهار العدل بالظلم حين أقبل ليله فشهداؤه خير الشهداء وامناؤه خير الأمناء وإن الله يستوزر له طائفة خبأهم له في مكنون غيبه أطلعهم كشفا وشهودا على الحقائق وما هو أمر الله عليه في عباده فبمشاورتهم يفصل ما يفصل فهم العارفون الذين يعرفون ما هناك وأما هو في نفسه فصاحب سيف حق وسياسة مرقية يعرف من الله قدر ما يحتاج إليه مرتبته ومنزلته لأنه خليفة مسدد يعرف منطق الطير والحيوان يسري عدله في الإنس والجان من أسرار علم وزرائه الذين استوزرهم الله له قوله تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وهم على أقدام من قال الله فيهم (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) أعطاهم الله في هذه الآية التي اتخذوها هجيرا وفي ليلهم سميرا فضل علم الصدق حالا وذوقا فعلموا أن الصدق سيف الله في الأرض ما قام بأحد ولا اتصف به أحد إلا نصره الله تعالى لأن الصدق صفته تعالى والصادق اسم وإذا علم الإمام المهدي هذا عمل به فيكون أصدق أهل زمانه فوزراؤه الهداة وهو المهدي فهذا القدر من العلم بالله يحصل للهدى على أيدي وزرائه.
إلى أن قال في ص 113:
(تنبيه آخر) جاء عن ابن سيرين إن المهدي خير من أبي بكر وعمر قيل يا أبا بكر خير من أبي بكر وعمر قال قد كان يفضل على بعض الأنبياء وعنه لا يفضل عليه أبو بكر وعمر قال السيوطي في العرف الوردي هذا إسناد صحيح وهو أخف من اللفظ