أتوا البيداء فينزلون في ليلة مقمرة إذ أقبل راع ينظر إليهم ويعجب ويقول يا ويح أهل مكة فينصرف إلى غنمه ثم يرجع فإذا هم قد خسف بهم فيقول سبحان الله ارتحلوا في الساعة واحدة فيأتي فيجد قطيفة قد خسف ببعضها وبعضها على وجه الأرض فيعالجها فلا يطيقها فعلم أنه قد خسف بهم فينطلق إلى صاحب مكة فيبشره فيقول الحمد لله هذه العلامة التي كنتم تخبرون بها رواه نعيم بن حماد وفي رواية لا يفلت منهم أحد إلا بشير ونذير بشير إلى المهدي ونذير إلى السفياني وهما رجلان من كلب.
(تنبيه) وجه الجمع بين الروايتين أن الرجلين يهربان ثم يأتي الراعي فلا يرى أحدا فيأتي بالبشارة إلى المهدي أيضا وفي رواية فيخسف بثلثهم ويمسخ ثلثهم فتصير وجوههم إلى أقفيتهم يمشون إلى ورائهم كما يمشون إلى أمامهم ويلحق ثلثهم بمكة وهذه إن صحت يحتاج في الجمع إلى تمحل وتعسف ويمكن أن يقال بتكرار خسف الجيش فمرة يكون كذا ومرة كذا ويقربه ما مر أن صاحب المدينة يبعث بعثا قبل بعث السفياني وأنه أمير على المدينة من قبله فنسب إليه أيضا والله أعلم ومنها انكساف الشمس والقمر في رمضان عن الإمام محمد بن الباقر قال لمهدينا آيتان لم يكونا منذ خلق الله السماوات والأرض ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان وتنكسف الشمس في النصف منه ولم تكونا منذ خلق الله السماوات والأرض رواه الدارقطني في سننه وعن ابن عباس قال لا يخرج المهدي حتى تطلع الشمس آية رواه البيهقي ونعيم بن حماد ومنها طلوع القرن ذي السنين عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر وقال إذا بلغ العباسي خراسان طلع بالمشرق القرن ذو السنين وكان أول ما طلع بهلاك قوم نوح حين أغرقهم الله وطلع في زمن إبراهيم حين ألقوه في النار وحين أهلك الله قوم فرعون ومن معه وحين قتل يحيى بن زكريا فإذا رأيتم ذلك فاستعيذوا بالله من شر الفتن ويكون طلوعه بعد انكساف الشمس والقمر ثم لا يلبثون حتى يطلع الأبقع بمصر رواه أبو نعيم بن حماد ومنها طلوع النجم ذي الذنب عن كعب قال يطلع