الناس كما تأوى النحل إلى يعسوبها حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه مخالفيه وأدبارهم جبريل على مقدمته وميكائيل على ساقته ترعى الشاة والذئب في زمنه مكان واحد وتلعب الصبيان بالحيات والعقارب وشرب الخمر وتطول الأعمار وتؤدى الأمانة وتهلك الأشرار ولا يبقى من يبغض آل محمد صلى الله عليه وسلم محبوب في الخلائق يطفي الله به الفتنة العمياء وتأمن الأرض حتى أن المرأة تحج في خمس نسوة ما معهن رجل لا تخفن شيئا إلا الله مكتوب في أسفار الأنبياء ما في حكمه ظلم ولا عيب قال الفقيه ابن حجر في القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ولا ينافي هذا ابن عيسى يفعل بعض ما ذكر من قتل الخنزير وكسر الصليب إذ لا مانع أن كلا منهما يفعله أقول ويحتمل أن يكون الزمان واحدا وينسب إلى كل منهما باعتبار كما سيأتي.
إلى أن قال في ص 107:
(تكملة) في فوائد تضمنها الأحاديث ودل عليها الكشف الصحيح لخصتها من كلام إمام المحققين محيي الملة والدين محمد بن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي قال رحمه الله ورضي الله عنه في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات المكية ما ملخصه إن لله خليفة يخرج وقد امتلأت الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا يقفو أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخطئ له ملك يسدده من حيث لا يراه يحمل الكل ويقوي الضعيف ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق يفعل ما يقول ويقول ما يعلم ويشهد يصلحه الله في ليلة يبيد الظلم وأهله ويقيم الدين وينفخ الروح في الاسلام ويعزه بعد ذله ويحييه بعد موته يمسي الرجل في زمانه جاهلا بخيلا جبانا فيصبح أعلم الناس أكرم الناس أشجع الناس يضع الجزية ويدعو إلى الله بالسيف فمن أبى قتل ومن نازعه خذل يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لحكم به يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى