تاج العروس - الزبيدي - ج ١٠ - الصفحة ٣١١
أي جاوزت مزار العاشقين، فعداه حملا على معنى جاوزت، وفي الصحاح: وفي حديث تميم الداري: " إنك لشاطي " أي جائر علي في الحكم. قلت: ونص الحديث: أن رجلا كلمه في كثرة العبادة فقال: " أرأيت إن كنت أنا مؤمنا ضعيفا وأنت مؤمن قوي أإنك (1) لشاطي حتى أحمل على ضعفي فلا أستطيع فأنبت ". قال أبو عبيد: هو من الشطط، وهو الجور في الحكم، يقول: إذا كلفتني مثل عملك وأنت قوي وأنا ضعيف فهو جور منك، علي. قال الأزهري: جعل قوله: شاطي بمعنى ظالمي، وهو متعد.
وقال أبو زيد، وأبو مالك: شط فلانا يشطه شطا وشطوطا، إذا شق عليه وظلمه، قال الأزهري: أراد تميم بقوله: شاطي هذا المعنى الذي قاله أبو زيد.
والشط: شاطئ النهر وجانبه، وقال أبو حنيفة: شط الوادي: سنده الذي يلي بطنه.
ج: شطوط، وشطان، بضمهما، وأنشد الليث:
* ركوب البحر شطا بعد شط * وقال غيره:
وتصوح الوسمي من شطانه * بقل بظاهره وبقل متانه ويروى: من شطآنه، جمع شاطئ.
ومن المجاز: الشط: جانب السنام وشقه أو نصفه، ولكل سنام شطان، وقال أبو النجم:
علقت خودا من بنات الزط * ذات جهاز مضغط ملط كأن تحت درعها المنعط * شطا رميت فوقه بشط لم ينز في الرفع ولم ينحط ج شطوط، بالضم.
والشط: ة، باليمامة، نقله الصاغاني.
وشط عثمان: ع بالبصرة، يضاف إلى عثمان بن أبي العاص الثقفي الصاحبي رضي الله عنه، كما في العباب، وراجعت في معاجم الصحابة فوجدت من اسمه عثمان من بني ثقيف رجلين: عثمان ابن عامر بن معتب الثقفي، ذكره السهيلي، وعثمان الثقفي نزيل حمص، ولم أجد عثمان بن أبي العاص هذا، فلينظر (2).
والشطاط، كسحاب، وكتاب. الطول وحسن القوام، قال الهذلي:
لهوت بهن إذ ملقي مليح * وإذ أنا في المخيلة والشطاط (3) أو اعتداله، عن ابن دريد، يقال: جارية شطة وشاطة بينة الشطاط والشطاط.
والشطاط، بالفتح: البعد، كالشطة، بالكسر، ومنه الحديث: " اللهم إني أعوذ بك من وعثاء (4) السفر، وكآبة الشطة وسوء المنقلب " أي بعد المسافة.
والشطاط أيضا: كسار الآجر. ويقال: رجل شاط بين الشطاط والشطاطة، بفتحهما.
والشطاط، بالكسر، وهو: البعيد ما بين الطرفين.
وشطط تشطيطا: بالغ في الشطط، أي الجور والتجاور عن الحد، وقرئ " ولا تشطط " بضم التاء وفتح الشين، وهي قراءة قتادة، وقرئ: " ولا تشطط " (5) بضم التاء وكسر الطاء الأولى وقرأ الحسن البصري وأبو رجاء وأبو حيوة واليماني وقتادة في إحدى روايتيه، وأبو إبراهيم وابن أبي عبلة " ولا تشطط " بفتح التاء وضم الطاء الأولى، وقرأ زر بن حبيش: " ولا تشاطط " ومعنى الكل: أي لا تبعد عن الحق.

(١) في التهذيب والنهاية واللسان: إنك.
(٢) في أسد الغابة ٣ / 373 عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان وقيل عبد دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن سيار بن مالك بن حطيط بن خيثم بن ثقيف الثقفي يكنى أبا عبد الله وقد على النبي صلى الله عليه وآله في وفد ثقيف فأسلم واستعمله النبي صلى الله عليه وآله على الطائف. وانظر معجم البلدان " شط ".
(3) البيت للمتنخل في ديوان الهذليين 2 / 20 قوله ملقي يعني بين كلامي وهو من التملق.
(4) ويروى: من الضبة في السفر.
(5) من الآية 22 من سورة ص.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست