وهو نادر، لأن المفاضلة إنما تكون من الفعل دون الاسم، وهو نحو ما حكاه سيبويه من قولهم: أحنك الشاتين؛ لأن ذلك لا فعل له أيضا عنده، وكذلك آبل الناس، لا فعل له عند سيبويه، قال: وفي بعض نسخ الإصلاح: الغنم أشراط المال. قلت: وهكذا أورده الجوهري أيضا. قال: فإن صح هذا فهو جمع شرط، محركة.
وشارطه مشارطة: شرط كل منهما على صاحبه، كما في اللسان والعباب.
* ومما يستدرك عليه:
الشرط، بالفتح: العلامة، لغة في التحريك.
والشرط، محركة: من الإبل: ما يجلب للبيع، نحو الناب والدبر، يقال: إن في إبلك شرطا؟ فيقول: لا، ولكنها لباب كلها، كما في اللسان، وعبارة الأساس: يقال للحالب (1): هل قفي حلوبتك شرط؟ قال: لا، كلها لباب.
وأشراط الساعة: ما ينكره الناس من صغار أمورها قبل أن تقوم الساعة، نقله الخطابي وقال غيره: هي أسبابها التي هي دون معظمها وقيامها.
وشرطة كل شيء، بالضم: خياره، وكذلك شريطته، ومنه الحديث: " لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض، فيبقى عجاج لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا " يعني أهل الخير والدين. قال الأزهري: أظنه شرطته، أي الخيار، إلا أن شمرا كذا رواه.
قال ابن بري: والنسب إلى الشرطين شرطي، كقوله:
* ومن شرطي مرثعن بعامر * قال: وكذلك النسب إلى الأشراط شرطي، وربما نسبوا إليه على لفظ الجمع أشراطي، وقد تقدم شاهده (2)، ومن ذلك: روضة أشراطية إذا مطرت بنوء الشرطين، قال ذو الرمة يصف روضة:
حواء قرحاء أشراطية وكفت * فيها الذهاب وحفتها البراعيم وحكى ابن الأعرابي: طلع الشرط. فجاء للشرطين بواحد، والتثنية في ذلك أعلى وأشهر، لأن أحدهما لا ينفصل عن الآخر، كأبانين في أنهما يثنيان معا وتكون حالتهما واحدة في كل شيء.
ويقال: نوء شراطي، هكذا هو في الأساس (3)، ولعله شرطي محركة، كما تقدم عن ابن بري.
وفي الصحاح: وأما قول حسان ابن ثابت:
في ندامى بيض الوجوه كرام * نبهوا بعد هجعة الأشراط وفي العباب: بعد خفقة الأشراط، فيقال: إنه أراد به الحرس وسفلة الناس، أي فالواحد شرط.
قال الصاغاني: والصحيح أنه أراد الكميت وذو الرمة، وخفقتها: سقوطها.
وشرط، محركة: لقب مالك بن بجرة، ذهبوا في ذلك إلى استرذاله؛ لأنه كان يحمق، قال خالد بن قيس التيمي يهجو مالكا هذا:
ليتك إذا رهنت (4) آل موأله * حزوا بنصل السيف عند السبله وحلقت بك العقاب القيعله * مدبرة بشرط لا مقبله وأشرط فيها وبها: استخف بها وجعلها شرطا، أي شيئا دونا خاطر بها.
وقال أبو عمرو: أشرطت فلانا لعمل كذا، أي يسرته وجعلته يليه، وأنشد:
قرب منهم (5) كل قرم مشرط * عجمجم ذي كدنة عملط