وقال القطامي:
إذا ما قلت قد حبرت صدوع * تهاض وليس (1) للهيض اجتبار ثم يستعار لغير العظم والجناح، ومنه قول عمر بن عبد العزيز، وهو يدعو على يزيد بن المهلب لما كسر سجنه وأفلت: " اللهم إنه قد هاضني فهضه " أي كسرني وأدخل الخلل علي فاكسره وجازه بما فعل.
وقال الليث: الهيضة: معاودة الهم والحزن، والمرضة بعد المرضة. قلت: ويدخل فيه نكس المريض، فإنه معاودة مرض بعد الاندمال.
وقد هاض الحزن القلب: أصابه مرة بعد أخرى.
ويقال: به هيضة، أي به قياء، كغراب، وقيام جميعا، نقله الجوهري.
وقيل: هو انطلاق البطن فقط.
ويقال: أصابت فلانا هيضة، إذا لم يوافقه شيء يأكله، وتغير طبعه عليه، وربما لان من ذلك بطنه، فكثر اختلافه.
وقال الليث عن بعضهم: هيض الطائر: سلحه، وقد هاض يهيض هيضا، قال:
كأن متنيه من النفي * مهائض الطير على الصفي (2) قال الصاغاني: هذا تصحيف والصواب: هيص، وهاص، ومهائص بالصاد المهملة (3)، وقد تقدم.
وانهاض، كما في الصحاح، وتهيض، كما في العين: انكسر وأنشد الجوهري لرؤبة:
هاجك من أروى كمنهاض الفكك * هم إذا لم يعده هم فتك قال: لأنه أشد لوجعه.
والهيضاء: الجماعة، كالهضاء، عن ابن عباد.
* ومما يستدرك عليه:
كل وجع فهو هيض، يقال: هاضني الشيء، إذا ردك في مرضك.
والهيض: اللين، وقد هاضه الأمر يهيضه، وبه فسر ابن الأعرابي حديث عائشة، رضي الله عنها: " والله لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي (4) لهاضها " أي ألانها. ويقال: تماثل المريض فهاضه كذا، أي نكسه، وهو مجاز.
والمستهاض: الكسير يبرا فيعجل بالحمل عليه، والسوق له، فينكسر عظمه ثانية بعد جبر وتماثل، وقال ابن شميل: المستهاض: المريض يبرأ فيعمل عملا فيشق عليه، أو يأكل طعاما أو يشرب شرابا فينكس، ومنه الحديث: " فإن هذا يهيضك إلى ما بك " أي: ينكسك إلى مرضك، وهو مجاز.
ويقال: هاضه الكرى، وبه هيضة الكرى: تكسيره وتفتيره، وهو مجاز.
ويقال: تهيضه الغرام، إذا عاوده مرة أخرى، قال:
* وما عاد قلبي الهم إلا تهيضا * وهو مجاز. وقال ابن بري: هيضه بمعنى هيجه، قال هميان بن قحافة:
* فهيضوا القلب إلى تهيضه * فصل الباء مع الضاد [يرض]:
* ومما يستدرك عليه:
من هذا الفصل:
اليريض، كأمير: واد في شعر امرئ القيس:
أصاب قطيات فسال اللوى له * فوادي البدي فانتحى ليريض