مطر، أي قد كان مكر. قلت: وقد سبق للمصنف في " غ ب ض " ما يقرب ذلك، وقد تبع الليث وصححه الأزهري، وإخاله مصحفا من هذا. فتأمل.
وغيض " الأسد: ألف الغيضة ". نقله الصاغاني وصاحب اللسان.
* ومما يستدرك عليه:
المغيض، يكون مصدرا، ويكون الموضع الذي يغيض فيه الماء: وغيضه تغييضا، كغاضه وأغاضه. ويكون المغيض أيضا اسم مفعول، كالمبيع. يقال: غيض ماء البحر، فهو مغيض، مفعول به.
والغائض في قول الشاعر:
إلى الله أشكو من خليل أوده * ثلاث خلال كلها لي غائض (1) قال بعضهم: أراد: غائظ " بالظاء " فأبدل الظاء ضادا. هذا قول ابن جني. وقال ابن سيده: ويجوز عندي أن يكون غائض غير بدل، ولكنه من غاضه، أي نقصه، ويكون معناه حينئذ أنه ينقصني ويتهضمني.
وغاض الكرام: إذا قلوا، وقد تقدم.
والغيض: ما كثر من الأغلاث، أي الطرفاء، والأثل، والحاج، والعكرش، والينبوت.
والغيض: موضع بين الكوفة والشام.
فصل الفاء مع الضاد [فحض]: " فحضه، بالمهملة، كمنعه "، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي " شدخه " يمانية، قال: " وأكثر ما يستعمل في الشيء الرطب كالقثاء والبطيخ "، هكذا نقله صاحب اللسان الصاغاني.
[فرض]: " الفرض، كالضرب: التوقيت "، قاله ابن عرفة، " ومنه " قوله تعالى: " فمن فرض فيهن الحج " (2) فكل واجب مؤقت فهو مفروض، وكذا قوله تعالى: " ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له " (3) أي وقت الله له، وكذلك قوله تعالى: " نصيبا مفروضا " (4)، أي مؤقتا، كل ذلك من تفسير ابن عرفة، وكذلك قول الزجاج في معنى قوله " مفروضا ". وقال غيره: " فمن فرض فيهن الحج " أي أوجبه على نفسه بإحرامه.
والفرض: الحز في الشيء ". يقال: فرضت الزند والسواك. وفرض الزند حيث يقدح منه، كما في الصحاح، وهو قول ابن الأعرابي. وقال الأصمعي: فرض مسواكه فهو يفرضه فرضا، إذا حزه بأسنانه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه " أنه اتخذ عام الجدب قدحا فيه فرض "، القدح: السهم قبل أن يعمل فيه الريش والنصل. والفرض: الحز في الشيء والقطع، " التفريض "، وهو التحزيز، وقد صحفه الليث في قول الشماخ:
إذا طرحا شأوا بأرض هوى له * مفرض أطراف الذراعين أفلج (5) فرواه مقرض، بالقاف، وهو بالفاء كما رواه الثقات (6). قال الباهلي: أراد الشماخ بالمفرض المحزز، يعني الجعل، نبه عليه الأزهري. قال: وأراد بالشأو: ما يلقيه العير والأتان من أرواثهما. وقالوا: الجعلان مفرضة، كأن فيها حزوزا.
والفرض " من القوس: موقع الوتر ". وفي الصحاح: فرض القوس: الحز الذي يقع عليه الوتر. " ج فراض " وفروض أيضا. قال الشاعر:
من الرضمات (7) البيض غير لونها * بنات فراض المرخ واليابس الجزل هكذا أنشده ابن دريد في فراض جمع فرض بمعنى الحز.
والفرض: " ما أوجبه الله تعالى، كالمفروض "، هكذا في سائر النسخ، ولو قال، كالتفريض، كان أحسن، كما في