أجبناه دون الهاشمي سوابخ * ومواه برق مقفرات موادخ إلى آخره.
قال: فكانت هؤلاء الوفود يسيرون من بلاد اليمن يريدون المدينة الليل مع النهار ولا يفترون من السير، وقد ذكر بعضهم ذلك في أرجوة له حيث يقول أبياتا مطلعها:
سيروا بنا في ظلمة الحنادس * في مهمه قفر الفلاة واهس (1) إلى آخره.
قال: وبلغ ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فدعا بالأشتر النخعي فأمره أن يخرج فيتلقاهم في أهل المدينة، فخرج الأشتر في تعبية حسنة حتى يلقاهم فرحب بهم، وقال: قدمتم خير مقدم إلى قوم يحبونكم وتحبونهم، وإلى إمام عادل خليفة فاضل قد رضي به المسلمون وبايعه الأنصار والمهاجرون. قال: فدخل القوم المدينة فنزلوا، وجاء الأشتر حتى دخل على علي رضي الله عنه رافعا صوته وهو يقول أبياتا مطلعها:
أتتك عصابة من خير قوم * بما ينوون من حضر وبادي إلى آخره:
قال: وأقام القوم يومهم ذلك، فلما كان من الغد بعث إليهم، فأقبل رؤساء القوم منهم العياض بن خليل الأزدي ورفاعة بن وائل الهمداني وكيسوم (2) بن سلمة الجهني ورويبة بن وبر البجلي ورفاعة بن شداد الخولاني وهشام بن أبرهة النخعي وجميع بن خيثم الكندي والأخنس بن قيس العتكي وعقبة بن النعمان النجدي وعبد الرحمن بن ملجم المرادي، قال: فلما دخل إليه هؤلاء العشرة وسلموا عليه رد عليهم السلام، ثم قربهم وأدناهم وقال لهم: إنكم صناديد اليمن وساداتها فليت