واخذت أطراف الفخار * على ربوع البابلية وسموت فخرا شامخا * عذلون ثم الكوثرية وبصوت قعقة الضفادع * فيك صرت القاقعيه فأجابهم السيد محمد يقول:
يا راكبا يقطع الموماة تغليسا * شملة قوست بالسير تقويسا بزلاء ترقل ارقال الظليم إذا * ذعرته فترد الطرف منكوسا تنصاع كالبرق أو كالسهم منبعثا * ودونها الريم اجفيلا إذا قيسا أشيعثا خلق الطمرين عودها * دؤوب قطع الفلا لم يبغ تعريسا عرج على القلعة الشماء ان بها * من فاق فخرا رئيسا ثم مروسا ذاك العلي الذي أبدت هدايته * من نير الحق ما قد كان مطموسا بلغه عني وبلغ من بخدمته * من التحية والتسلم قاموسا وقل نزيل قرى قد جاء يسألكم * عن قلعة أحكمت صنعا وتأسيسا لمن يحاصر أو يأتي بحادثة * ينفى إليها مدى الأيام محبوسا ما بالها أصبحت والأرض واسعة * مناخ من أصبحوا للدين ناموسا من غير خوف عدى أو هفوة عرضت * حاشا البدور التي تجلو الحناديسا فقال اخوه السيد علي مجيبا له عن هذه الأبيات وواصفا قلعة دوبيه ومبينا ان ليس من الإنصاف اللوم على من تنزه فيها:
قفا نسأل عن الحصن المشيد * وعمن حل فيه من الجنود لقد طال السهى شاوا وفخرا * بمن علاه ذي البطش الشديد وكم أضحت بلا نكد زمانا * مغانيه مرابض للأسود وكم برحابه ربطت جياد * بها الأيام حلت اي جيد وكم شربوا لدى مغناه كأسا * معتقة على نغمات عود قضى حق الحفاظ به رجال * قد انطبعوا على حفظ العهود وحلت في مرابعه اسود * ضراغم كم تحلت بالبنود وكم حسدتم قدما ملوك * عليه فكان غيظا للحسود لهم شهد القواضب والعوالي * بما اردوه من جمع عديد سمت أبراجه بهم صعودا * فطالت هام أبراج السعود هم حشدوا الجنود به وجروا الصعاد * به على وجه الصعيد وهم دعموا القباب به فأضحت * مناخ المجتدين من الوفود بدت لقصوره شرفات عز * تحدثنا عن الشرف التليد قصور أحكمت صنعا فقامت * على بنيان عاد أو ثمود وكم فيه مراصد للأعادي * تصدهم من المرمى البعيد إذا ما سددوا منها سهاما * أصابوا القوم عن رأي سديد تأسس فوق رابية كؤود * يصد بها العدو عن الصعود وأحكم صنعه بانوه حتى * يخال بأنه دار الخلود فما زالت صدور النيب تثنى * له حشد العطاش على الورود إما والبيت ذي الأستار يطوي * الحجيج إليه بيدا بعد بيد لظلم ان يعاب على كرام * قضوا بفناه حتى على وجود أعادوا انسه الماضي وابدوا * فهم ما بين مبد أو معيد وعرس ركبهم فيه زمانا * عتيق الوجه بالروض الجديد وقد وشى الربيع به ربوعا * لدى غلوائه وشي البرود قضوا للعلم حقا فيه طورا * وطورا للنظام وللنشيد أجادوا النظم فيه فكل بيت * سمعت تخاله بيت القصيد يؤم نوالهم من كل فج * بنو الآمال من بيض وسود وكم خلسوا به لذات انس * على سنة من الدهر العنيد وأياما قضوا للأنس حقا * به فكانها أيام عيد به درسوا الفنون فمن مفيد * لأشتات العلوم ومستفيد فرائد للأصول بها تحلوا * تحلي الغيد بالعقد الفريد ومذ لمعت لهم مشكاة نور * جنوا من نور روضات الشهيد وقادهم الرشاد إلى عاوم * تزين جيد ارشاد المفيد فاضحى همهم نيل المعالي * بجد لا الشواء ولا الثريد وأرسل هذه الأبيات إلى أخيه السيد علي وأصحابه الذين في دوبيه يحثهم على المجئ إلى بركة النقية ويذكرهم ان جدهم السيد علي الأمين كان يذهب إليهم أياما الربيع ويضرب فسطاطا هناك:
أ عن بركة حفت بزهر الكواكب * تأخرتم من غير عذر مناسب أحاشيكم ان لا تميلوا إلى التي * تخيرها الحجى والمناقب أبوكم علي وهو خير مهذب * يرى نزهة الأرواح ضربة لازب وكان إذا ما السحب جفت ضروعها * واخصب بعد الجدب وجه السباسب يقيم بمغناها وينجو ظلالها * ومن حوله أصحابه كالكواكب ويضرب فسطاطا رفيعا عماده * موتقة أطنابه بالثواقب سرى نحوها شوقا إليها مخاطرا * ونيل الأماني باحتمال المصاعب فهبوا إليها بالضوامر واركزوا * رماحكم من حول تلك المضارب وقودوا إليها خمسة ذات أربع * لعشر ويقفوها كمال المصاحب فاجابه بعض تلامذة أخيه:
سأصرف وجه القصد للغاية التي * تقاعس عن ادراكها كل طالب واقتادها بالغالبيين ضمرا * عرايا عليها كل اصيد غالب بجرأة مقدام وسطوة باسل * له شهدت بيض الظبا في المواكب واركز رمحي في صدور معاشر * جنت ما جنت قدما بقومي الأطائب وما الروضة الغناء قصدي وبغيتي * وان أشرقت أزهارها كالكواكب فقم واحتلب اخلاف كل كريهة * ودع بركة شيبت ببول الثعالب وكان سلمان ابن الحاج حسن ياسين من مجدل سلم دعاهم إلى وادي السلوقي ليذبح لهم كبشا هناك فحضر السيد محمد ولم يحضروا وكانوا مقيمين على بركة المرج في دوبيه فأرسل إليهم السيد محمد هذه الأبيات:
أهدي السلام لمن ساروا بلا زاد * من بعد ما زودونا غلة الصادي من ذات أجنحة أو ذات أربعة * يعد مشويها من أفضل الزاد تلذ للنفس في حل ومرتحل * لا سيما لنزول بين أوراد ما ضرهم وفعال الخير شيمتهم * لو وافقوا آخذا منهم بميعاد في ذبح كبش سمين قد أعد لهم * من آل ياسين لو عاجوا على الوادي عجبت من رغبة في بركة أجنت * ماء وحفت باحجار واسماد بول الدواب بها والروث مجتمع * فليس تصلح مصطافا لامجاد وغير ذلك مما لست أذكره * مما يكدر في وصف وتعداد المتصلات ولما اطلع عليها ابن أخيه السيد عبد الحسين والشيخ علي ابن الشيخ حسين شمس الدين ووجدا البيت الذي أوله: في ذبح كبش سمين متصلا بما قبله ارسلا للسيد علي هذه الأبيات وسموها المتصلات: