أوحشت يا ربع الهدى * ولبست بعد النور ظلمه ولقد أشابت لمتي * نوب تشيب كل لمه بملمة طرقت فانست * كل طارقة ملمه يوم أبي الضيم فيه * أبى المذلة والمذمه وسقى الثرى بدم العدو * وأطعم العقبان لحمه وافى لعرصة كربلاء * من هاشم في خير غلمه أقمار تم أسفرت * بدجى الخطوب المدلهمه وليوث حرب صيرت * سمر العوالي اللدن اجمه من كل فارس بهمة * ما همه الا المهمة حتى إذا نزل القضاء * وانفذ المقدور حتمه نهبتهم بيض الظبا * وتقاسمتهم اي قسمه يا صدمة الدين التي * ما مثلها للدين صدمه هدمت أركان الهدى * وثلمت في الاسلام ثلمه قتل الإمام ابن الإمام * أخو الإمام أبو الأئمة ما ذاق طعم الماء حتى * صار للأسياف طعمه ملقى على وجه الصعيد * تدوس جرد الخيل جسمه لا يرحم الله الالى * قطعوا من المختار رحمه لم يرقبوا لنبيهم * في آله الا وذمه خسرت تجارة من يكون * شفيعة في الحشر خصمه أ بني أمية أنتم * في الناس كنتم شر أمة وقوله:
قول ان الذي يموت يراني * حار همدان عن علي رواه فتمنيت ان أموت مرارا * كل يوم وليلة لأراه وقوله:
وجه الحقيقة دونه أستار * فلذاك لم تتوحد الأفكار ولقلما أبصرت أمرا حادثا * لم تختلف في شانه الأنظار كل يرى ما لا يراه غيره * ولكل رأي منهما أنصار وقوله:
من التراب خلقنا * وللتراب نصير وكلنا ليس يدري * متى يكون النشور بذا وذاك علينا * قضى اللطيف الخبير والكل منا مقيم * به الزمان يسير وكيف نغفل حينا * ويعترينا الغرور ونحن في كل يوم * يأتي إلينا نذير ولا تدوم شرور * ولا يدوم سرور وقال مخاطبا حفيده في إحدى المناسبات:
يا ناسيا بري وتربيتي وما * عانيت فيه والزمان عسير أين الوفاء فللوفاء دلائل * ولها وان شط المزار ظهور بيني وبينك بعض يوم كيف لا * صارت ليال بيننا وشهور ألهتك بغداد وما هي جنة * كلا ولا الفتيات فيها حور ما ذا أؤمل لو حللت بلندن * وقصور لهو ما بهن قصور أو ارض باريس التي بجمالها * وكمالها فكر اللبيب يحير ورأيت في تلك البلاد مناظرا * ما في العراق لهن قط نظير وغوانيا تشجيك في نغماتها * طربا فما الورقاء والشحرور بيض فهن إذا انتقبن أهلة * وإذا سفرن فإنهن بدور ارض بها شرب السلاف محلل * وجسوم ربات الحجال سفور والكذب فيها والخداع سياسة * والفسق فيها ما عليه نكير والاعتداء على الضعيف سجية * فيهم وامر ظاهر مشهور انظر لظلم ملوكهم ولفتكهم * بالأبرياء وما لهم تقصير سل أمة الأحباش عن أفعالهم * فالكل فيها عالم وخبير واسال فلسطينا وما صنعوا بها * مما يضيق بوصفه التعبير لا تركنن لهم ولا يك منهم * لك في حياتك صاحب وعشير والعصر عصر النور الا انه * في النفس منهم ظلمة ديجور واحذر من البعثات لا تطمح لها * فبها مفاسد جمة وشرور واعص المشير بها عليك فربما * قد ضل عن نهج الصواب مشير لا تتبع قوما إليها سارعوا * ان الذباب إلى الطعام يطير كم من فتى أعمى بصيرته الهوى * لم يجد فيه النصح والتحذير غرته دنيا لا يدوم نعيمها * ويغر فيها الجاهل المغرور لا خير في عيش يعيش به الفتى * كالعبد وهو مقيد مأسور والعيش ان تغدو وأنت مخير * فيما تروم وما عليك أمير نال الغنى والاستراحة قانع * وسواه معدوم القرار فقير وإذا الأمور كما تروم تعسرت * فاقنع بما هو حاضر ميسور يا حبذا الأموال لو في جمعها * يحوى البقاء ويدفع المقدور أ تطيب أيام الحياة وانها * للنائبات قناطر وجسور ما عشت في دنياك فاعمل صالحا * فالمرء في أعماله مقبور هون عليك فكل شئ هالك * لا آمر يبقى ولا مأمور السيد هادي ابن السيد علي ابن السيد محمد الخراساني الحائري بن علي محمد بن أبي طالب الحسني المير كلاس الهروي البجستاني. والهروي منسوب إلى هرات مدينة في الأفغان. وقد نقل عن المترجم أنه قال إن جده السيد محمد كان قد انتقل من هرات إلى مشهد الرضا ع بخراسان.
ولد المترجم في كربلاء أول ذي الحجة سنة 1297 ثم انتقل مع والده إلى مشهد الرضا ع حيث أتم دراسته الأولى فيها. وقد ختم القرآن ولم يبلغ العاشرة من عمره ثم عاد إلى كربلاء ومنها ذهب إلى النجف حيث يتردد على الحلقات الدراسية العليا مستفيدا فدرس على الشيخ كاظم الخراساني والسيد كاظم اليزدي والشيخ محمد تقي الشيرازي الذي تخرج عليه. ثم استقل بالتدريس في كربلاء. وبعد ان أتم دراسته في النجف عاد إلى كربلاء، وشرع منذ صباه في تصنيف الكتب وتاليفها في مختلف الفنون والعلوم. وقد جمع بين المنقول والمعقول والأدب والعلم والحكمة والكلام كما كانت له اليد الطولى في الرياضيات والطبيعيات.
وكان متصفا بالزهد والتقوى والتهجد كما أن داره كانت محفلا لأهل العلم وطلاب الحقيقة. وقد أصبح في السنوات الأخيرة من عمره مرجعا من مراجع التقليد في كربلاء وكانت الثقة بفتاويه والاعتماد عليها كبيرة لأنه كان لا يحررها الا بعد ترو وتحقيق دقيقين.