____________________
وحاصل الاستدلال بهذه الآية الكريمة هو دلالتها على كون الغاية للوجود لكل فرد من الجن والانس هي المعرفة والعبادة المستلزمة للمعرفة، ولما كانت هذه الغاية غاية لأصل خلقة كل فرد من الجن والانس فما لا يمكن تحقق الغاية فيه لا يعقل ان يكون موجودا، لان الموجود الممكن مرتبط بعلته الغائية كارتباطه بعلته الفاعلية، ومن الواضح أيضا ان من لا استعداد له - وهو القاصر - لا يمكن تحقق هذه الغاية فيه، وقد عرفت ان ما لا يمكن تحقق الغاية فيه لا يعقل ان يكون موجودا، فالقاصر لا يعقل ان يكون موجودا.
والجواب عنه حلا ونقضا: أما حلا فلانه لا ظهور في الآية لكون المعرفة والعبادة غاية لخلقة كل فرد فرد، بل الظاهر منها انها غاية لخلق جنس الجن والانس.
واما نقضا فبخلقة الصبيان الذين يموتون قبل البلوغ، والمجانين الذين يستمر جنونهم قبل البلوغ إلى ما بعد البلوغ حتى الموت، فإنه لا اشكال في عدم امكان تحقق المعرفة منهم مع أنهم مخلوقون، ولو كانت هذه الغاية غاية لخلقة كل فرد فرد لما خلقوا، فلابد وأن تكون الغاية غاية للنوع لا للفرد.
(1) لما فرغ من بيان حكم الجاهل من حيث العقاب وعدمه بمعذورية الجاهل القاصر وعدم استحقاقه للعقاب، وبعدم معذورية الجاهل المقصر واستحقاقه للعقاب... أشار إلى أن التعرض لحكم الجاهل والمعتقد من ناحية ما يترتب عليهما من الآثار الشرعية كالطهارة والنجاسة، ومثل صحة الزواج - دواما - وعدمه، وغيرهما من الآثار للكفر والاسلام لا مناسبة للبحث عنه في أصول الفقه، وانما يبحث عنه في الفقه، ومن الواضح ان موضوع هذا الكتاب هو البحث عن أصول الفقه لا عن الفقه.
ومن الواضح أيضا: ان الجهل بالله تعالى وبصفاته وبنبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كفر وان كان الجهل عن قصور، فلا ينافي المعذورية عن العقاب والتخليد في النار ترتيب آثار
والجواب عنه حلا ونقضا: أما حلا فلانه لا ظهور في الآية لكون المعرفة والعبادة غاية لخلقة كل فرد فرد، بل الظاهر منها انها غاية لخلق جنس الجن والانس.
واما نقضا فبخلقة الصبيان الذين يموتون قبل البلوغ، والمجانين الذين يستمر جنونهم قبل البلوغ إلى ما بعد البلوغ حتى الموت، فإنه لا اشكال في عدم امكان تحقق المعرفة منهم مع أنهم مخلوقون، ولو كانت هذه الغاية غاية لخلقة كل فرد فرد لما خلقوا، فلابد وأن تكون الغاية غاية للنوع لا للفرد.
(1) لما فرغ من بيان حكم الجاهل من حيث العقاب وعدمه بمعذورية الجاهل القاصر وعدم استحقاقه للعقاب، وبعدم معذورية الجاهل المقصر واستحقاقه للعقاب... أشار إلى أن التعرض لحكم الجاهل والمعتقد من ناحية ما يترتب عليهما من الآثار الشرعية كالطهارة والنجاسة، ومثل صحة الزواج - دواما - وعدمه، وغيرهما من الآثار للكفر والاسلام لا مناسبة للبحث عنه في أصول الفقه، وانما يبحث عنه في الفقه، ومن الواضح ان موضوع هذا الكتاب هو البحث عن أصول الفقه لا عن الفقه.
ومن الواضح أيضا: ان الجهل بالله تعالى وبصفاته وبنبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كفر وان كان الجهل عن قصور، فلا ينافي المعذورية عن العقاب والتخليد في النار ترتيب آثار