فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وءاتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذآ أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشى لعنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم) *.
اعلم أنه تعالى لما بين من يحل ومن لا يحل: بين فيمن يحل أنه متى يحل، وعلى أي وجه يحل فقال: * (ومن لم يستطع منكم طولا) * وفيه مسائل:
المسألة الأولى: قرأ الكسائي * (المحصنات) * بكسر الصاد، وكذلك * (محصنات غير مسافحات) * وكذلك * (فعليهن نصف ما على المحصنات) * كلها بكسر الصاد، والباقون بالفتح، فالفتح معناه ذوات الأزواج، والكسر معناه العفائف والحرائر والله أعلم.
المسألة الثانية: الطول: الفضل، ومنه التطول وهو التفضل، وقال تعالى: * (ذي الطول) * (غافر: 3) ويقال: تطاول لهذا الشيء أي تناوله، كما يقال: يد فلان مبسوطة وأصل هذه الكلمة من الطول الذي هو خلاف القصر؛ لأنه إذا كان طويلا ففيه كمال وزيادة، كما أنه إذا كان قصيرا ففيه قصور ونقصان، وسمي الغنى أيضا طولا، لأنه ينال به من المرادات مالا ينال عند الفقر، كما أن بالطول ينال ما لا ينال بالقصر.
إذا عرفت هذا فنقول: الطول القدرة، وانتصابه على أنه مفعول " يستطع " و * (أن ينكح) * في موضع النصب على أنه مفعول القدرة.
فان قيل: الاستطاعة هي القدرة، والطول أيضا هو القدرة، فيصير تقدير الآية: ومن لم يقدر