تزوجت أمس امرأة، واليوم ثنتين، وإحداهما التي تزوجتها أمس.
قال المفسرون: يعني: الثلاثاء والأربعاء، وهما مع الأحد والاثنين أربعة أيام.
قوله تعالى: (سواء) قرأ أبو جعفر: " سواء " بالرفع. وقرأ يعقوب، وعبد الوارث: " سواء " بالجر. وقرأ الباقون من العشرة: بالنصب. قال الزجاج: من قرأ بالخفض، جعل " سواء " من صفة الأيام، فالمعنى: في أربعة أيام مستويات تامات، ومن نصب، فعلى المصدر، فالمعنى: استوت سواء واستواء، ومن رفع، فعلى معنى: هي سواء.
وفي قوله: (للسائلين) وجهان:
أحدهما: للسائلين القوت، لأن كلا يطلب القوت ويسأله.
والثاني: لمن يسأل. في كم خلقت الأرض؟ فيقال: خلقت في أربعة أيام سواء، لا زيادة ولا نقصان.
قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء) قد شرحناه في البقرة (وهي دخان) وفيه قولان:
أحدهما: أنه لما خلق الماء أرسل عليه الريح فثار منه دخان فارتفع وسما، فسماه سماء والثاني: أنه لما خلق الأرض أرسل عليها نارا، فارتفع منها دخان فسما.
قوله تعالى: (فقال لها وللأرض) قال ابن عباس: قال للسماء: أظهري شمسك وقمرك ونجومك، وقال للأرض: شققي أنهارك، وأخرجي ثمارك، (طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) قال الزجاج: هو منصوب على الحال، وإنما لم يقل: طائعات، لأنهن جرين مجرى ما يعقل ويميز، كما قال في النجوم: (وكل في فلك يسبحون) قال: وقد قيل: أتينا نحن ومن فينا طائعين.
(فقضاهن) أي: خلقهن وصنعهن، قال أبو ذؤيب الهذلي:
وعليهما مسرودتان قضاهما * داود أو صنع السوابغ تبع معناه: عملهما وصنعهما.
قوله تعالى: (في يومين) قال ابن عباس وعبد الله بن سلام: وهما يوم الخميس ويوم الجمعة. وقال مقاتل: الأحد والاثنين، لأن مذهبه أنها خلقت قبل الأرض. وقد بينا مقدار هذه الأيام في الأعراف.
(وأوحى في كل سماء أمرها) فيه قولان:
أحدهما: أوحى ما أراد، وأمر بما شاء، قاله مجاهد، ومقاتل.
والثاني: خلق في كل سماء خلقها، قاله السدي.