والثالث: صام وصلى، قاله عكرمة.
قوله تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة) قال الزجاج: " لا " زائدة مؤكدة، والمعنى:
ولا تستوي الحسنة والسيئة، وللمفسرين فيهما ثلاثة أقوال:
أحدها: أن الحسنة: الإيمان، والسيئة: الشرك، قاله ابن عباس.
والثاني: الحلم والفحش، قاله الضحاك.
والثالث: النفور والصبر، حكاه الماوردي.
قوله تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن) وذلك كدفع الغضب بالصبر، والإساءة بالعفو، فإذا فعلت ذلك صار الذي بينك وبينه عداوة كالصديق القريب. وقال عطاء. هو السلام على من تعاديه إذا لقيته. قال المفسرون: وهذه الآية منسوخة بآية السيف.
قوله تعالى: (وما يلقاها) أي: ما يعطاها. قال الزجاج: ما يلقى هذه الفعلة: وهي دفع السيئة بالحسنة (إلا الذين صبروا) على كظم الغيظ (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) من الخير.
وقال السدي: إلا ذو جد. وقال قتادة: الحظ العظيم: الجنة، فالمعنى: ما يلقاها إلا من وجبت له الجنة.
قوله تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ) قد فسرناه في الأعراف.
ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون (37) فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون (38) ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شئ قدير (39) قوله تعالى: (فإذا استكبروا) أي: تكبروا عن التوحيد والعبادة (فالذين عند ربك) يعني الملائكة (يسبحون) أي: يصلون. و " يسأمون " بمعنى يملون. وفي موضع السجدة قولان:
أحدهما: أنه عند قوله: " يسأمون "، قاله ابن عباس، ومسروق، وقتادة، واختاره القاضي أبو يعلى، لأنه تمام الكلام.
والثاني: أنه عند قوله: (إن كنتم إياه تعبدون)، روي عن أصحاب عبد الله، والحسن، وأبي عبد الرحمن.