أمة محمد صلى الله عليه وسلم يدخلون الجنة قبل الأمم، فينزلون منها حيث شاؤوا، ثم تنزل الأمم بعدهم فيها، فلذلك قالوا: " نتبوأ من الجنة حيث نشاء "، يقول الله عز وجل: (فنعم أجر العاملين) أي: نعم ثواب المطيعين في الدنيا الجنة.
قوله تعالى: (وترى الملائكة حافين من حول العرش): أي محدقين به، يقال: حف القوم بفلان: إذا أحدقوا به، ودخلت " من " للتوكيد، كقولك: ما جاءني من أحد.
(يسبحون بحمد ربهم) قال السدي، ومقاتل: بأمر ربهم، وقال بعضهم: يسبحون بالحمد له حيث دخل الموحدون الجنة. وقال ابن جرير: التسبيح هاهنا بمعنى الصلاة.
قوله تعالى: (وقضي بينهم) أي: بين الخلائق (بالحق) أي: بالعدل (وقيل الحمد لله رب العالمين) هذا قول أهل الجنة شكرا لله تعالى على إنعامه.
قال المفسرون: ابتدأ الله ذكر الخلق بالحمد فقال: (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض) وختم غاية الأمر - وهو استقرار الفريقين في منازلهم - بالحمد لله بهذه الآية، فنبه على تحميده في بداية كل أمر وخاتمته.