قال: إلا ثلاث آيات، أولها: (أم يقولون نحن جميع منتصر) إلى قوله: (وأمر)، قال ابن عباس. اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن فعلت تؤمنون؟ قالوا: نعم، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما قالوا، فانشق القمر فرقتين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي: " يا فلان يا فلان اشهدوا "، وذلك بمكة قبل الهجرة. وقد روى البخاري ومسلم في " صحيحيهما " من حديث ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اشهدوا ". وقد روى حديث الانشقاق جماعة، منهم عبد الله بن عمر، وحذيفة، وجبير بن مطعم، وابن عباس، وأنس بن مالك، وعلى هذا جميع المفسرين، إلا أن قوما شذوا فقالوا: سينشق يوم القيامة. وقد روى عثمان بن عطاء عن أبيه نحو ذلك، وهذا القول الشاذ لا يقاوم الإجماع، ولأن قوله: (وانشق) لفظ ماض، وحمل لفظ الماضي على المستقبل يفتقر إلى قرينة تنقله ودليل، وليس ذلك موجودا.
وفي قوله: " وإن يروا آية يعرضوا " دليل على أنه قد كان ذلك. ومعنى (اقتربت): دنت، و (الساعة) القيامة. وقال الفراء: فيه تقديم وتأخير، تقديره: انشق القمر واقتربت الساعة. وقال مجاهد: انشق القمر فصار فرقتين، فثبتت فرقة، وذهبت فرقة وراء الجبل. وقال ابن زيد: لما انشق القمر كان يرى نصفه على قعيقعان، والنصف الآخر على أبي قبيس. قال ابن مسعود: لما انشق القمر قالت قريش: سحركم ابن أبي كبشة، فاسألوا السفار، فسألوهم، فقالوا: نعم قد رأيناه، فأنزل الله عز وجل: " اقتربت الساعة وانشق القمر ".
قوله تعالى: (وإن يروا آية) أي: آية تدلهم على صدق الرسول، والمراد بها هنا:
انشقاق القمر (يعرضوا) عن التصديق (ويقولوا سحر مستمر) فيه ثلاثة أقوال: