حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، الأنامل: أطراف الأصابع.
حدثت عن عمار، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، بمثله.
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل) *: الأصابع.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قوله: * (عضوا عليكم الأنامل من الغيظ) * قال: عضوا على أصابعهم.
القول في تأويل قوله تعالى: * (قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور) *.
يعني بذلك جل ثناؤه: قل يا محمد لهؤلاء اليهود الذين وصفت لك صفتهم، وأخبرتك أنهم إذا لقوا أصحابك، قالوا آمنا، وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ:
موتوا بغيظكم الذي بكم على المؤمنين، لاجتماع كلمتهم، وائتلاف جماعتهم.
وخرج هذا الكلام مخرج الامر، وهو دعاء من الله نبيه محمدا (ص) بأن يدعو عليهم بأن يهلكهم الله كمدا مما بهم من الغيظ على المؤمنين، قبل أن يروا فيهم ما يتمنون لهم من العنت في دينهم، والضلالة بعد هداهم، فقال لنبيه (ص): قل يا محمد، أهلكوا بغيظكم، إن الله عليم بذات الصدور، يعني بذلك: إن الله ذو علم بالذي في صدور هؤلاء الذين إذا لقوا المؤمنين، قالوا: آمنا، وما ينطوون لهم عليه من الغل والغم، ويعتقدون لهم من العداوة والبغضاء، وبما في صدور جميع خلقه، حافظ على جميعهم ما هو عليه منطو من خير وشر، حتى يجازي جميعهم على ما قدم من خير وشر، واعتقد من إيمان وكفر، وانطوى عليه لرسوله وللمؤمنين من نصيحة أو غل وغمر. القول في تأويل قوله تعالى:
* (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط) * يعني بقوله تعالى ذكره: * (إن تمسسكم حسنة تسؤهم) * إن تنالوا أيها المؤمنون سرورا بظهوركم على عدوكم، وتتابع الناس في الدخول في دينكم، وتصديق نبيكم، ومعاونتكم