من قال لك: لا تخرج إليهم وأقم بالمدينة حتى يدخلوها علينا، على ما قد بينا قبل، ومما تشير به عليهم أنت يا محمد. عليم بأصلح تلك الآراء لك ولهم، وبما تخفيه صدور المشيرين عليك بالخروج إلى عدوك، وصدور المشيرين عليك بالمقام في المدينة، وغير ذلك من أمرك وأمورهم. كما:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق في قوله: * (والله سميع عليم) *: أي سميع لما يقولون، عليم بما يخفون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * يعني بذلك جل ثناؤه: والله سميع عليم حين همت طائفتان منكم أن تفشلا.
والطائفتان اللتان همتا بالفشل ذكر لنا أنهم بنو سلمة وبنو حارثة. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: * (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) * قال: بنو حارثة كانوا نحو أحد، وبنو سلمة نحو سلع، وذلك يوم الخندق.
قال أبو جعفر: وقد دللنا على أن ذلك كان يوم أحد فيما مضى بما فيه الكفاية عن إعادته.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: * (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) *... الآية، وذلك يوم أحد، والطائفتان: بنو سلمة، وبنو حارثة، حيان من الأنصار، هموا بأمر، فعصمهم الله من ذلك. قال قتادة: وقد ذكر لنا أنه لما أنزلت هذه الآية قالوا: ما يسرنا أنا لم نهم بالذي هممنا به، وقد أخبرنا الله أنه ولينا.
حدثت عن عمار، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قوله: * (إذ همت طائفتان منكم) *... الآية، وذلك يوم أحد، فالطائفتان: بنو سلمة، وبنو حارثة، حيان من الأنصار، فذكر مثل قول قتادة.
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط،