محمد، عن عبيدة السلماني، وحدثني حجاج عن جرير، عن محمد، عن عبيدة السلماني، عن علي، قال: جاء جبريل إلى النبي (ص)، فقال له: يا محمد إن الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الأسارى، وقد أمرك أن تخيرهم بين أمرين، أن يقدموا فتضرب أعناقهم، وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم. قال: فدعا رسول الله (ص) الناس، فذكر ذلك لهم. فقالوا: يا رسول الله، عشائرنا وإخواننا، لا بل نأخذ فداءهم فنتقوى به على قتال عدونا ويستشهد منا عدتهم، فليس في ذلك ما نكره! قال: فقتل منهم يوم أحد سبعون رجلا عدة أسارى أهل بدر. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين ئ وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للايمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون) * يعني تعالى ذكره بذلك: والذي أصابكم يوم التقى الجمعان، وهو يوم أحد حين التقى جمع المسلمين والمشركين. ويعني بالذي أصابهم: ما نال من القتل من قتل منهم، ومن الجراح من جرح منهم * (فبإذن الله) * يقول: فهو بإذن الله كان، يعني: بقضائه وقدره فيكم. وأجاب ما بالفاء، لان ما حرف جزاء، وقد بينت نظير ذلك فيما مضى قبل:
* (وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا) * بمعنى: وليعلم الله المؤمنين، وليعلم الذين نافقوا، أصابكم ما أصابكم يوم التقى الجمعان بأحد، ليميز أهل الايمان بالله ورسوله المؤمنين منكم من المنافقين فيعرفونهم، لا يخفى عليهم أمر الفريقين. وقد بينا تأويل قوله: * (وليعلم المؤمنين) * فيما مضى، وما وجه ذلك، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وبنحو ما قلنا في ذلك، قال ابن إسحاق.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: * (وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين) *: أي ما أصابكم حين التقيتم أنتم وعدوكم فبإذني، كان ذلك حين فعلتم ما فعلتم بعد أن جاءكم نصري وصدقتم وعدي، ليميز بين المنافقين والمؤمنين، * (وليعلم الذين نافقوا) * منكم، أي ليظهروا ما فيهم.