القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) * وهذا من الله تعالى ذكره تعزية لأصحاب رسول الله (ص) على ما أصابهم من الجراح والقتل بأحد، قال: ولا تهنوا ولا تحزنوا يا أصحاب محمد، يعني ولا تضعفوا بالذي نالكم من عدوكم بأحد من القتل والقروح، عن جهاد عدوكم وحربهم، من قول القائل: وهن فلان في هذا الامر فهو يهن وهنا: * (ولا تحزنوا) *: ولا تأسوا فتجزعوا على ما أصابكم من المصيبة يومئذ، فإنكم أنتم الأعلون، يعني الظاهرون عليهم، ولكم العقبى في الظفر والنصرة عليهم، يقول: إن كنتم مؤمنين، يقول: إن كنتم مصدقي في نبيي محمد (ص) فيما يعدكم، وفيما ينبئكم من الخبر عما يؤول إليه أمركم وأمرهم. كما:
حدثنا المثنى، قال: ثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، قال: كثر في أصحاب محمد (ص) القتل والجراح، حتى خلص إلى كل امرئ منهم اليأس، فأنزل الله عز وجل القرآن، فآسى فيه المؤمنين بأحسن ما آسى به قوما من المسلمين كانوا قبلهم من الأمم الماضية فقال: * (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) * إلى قوله: * (لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم) *.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: * (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) *: يعزي أصحاب محمد (ص) كما تسمعون، ويحثهم على قتال عدوهم، وينهاهم عن العجز والوهن في طلب عدوهم في سبيل الله.
حدثني محمد بن سنان، قال: ثنا أبو بكر الحنفي، قال: ثنا عباد، عن الحسن، في قوله: * (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) * قال: يأمر محمدا يقول: ولا تهنوا أن تمضوا في سبيل الله.
حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل: * (ولا تهنوا) *: ولا تضعفوا.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.