حدثني عبد الجبار بن يحيى الرملي. قال: قال ضمرة بن ربيعة: بكة:
المسجد. ومكة: البيوت. وقال بعضهم بما:
حدثني به يحيى بن أبي طالب. قال: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك في قوله: * (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) * قال: هي مكة.
وقيل: * (مباركا) * لان الطواف به مغفرة للذنوب، فأما نصب قوله: * (مباركا) * فإنه على الخروج من قوله: * (وضع) *، لان في وضع ذكرا من البيت هو به مشغول وهو معرفة، ومبارك نكرة لا يصلح أن يتبعه في الاعراب. وأما على قول من قال: هو أول بيت وضع للناس على ما ذكرنا في ذلك قول من ذكرنا قوله، فإنه نصب على الحال من قوله: * (للذي ببكة) *، لان معنى الكلام على قولهم: إن أول بيت وضع للناس، البيت ببكة مباركا. فالبيت عندهم من صفته الذي ببكة، والذي بصلته معرفة، والمبارك نكرة، فنصب على القطع منه في قول بعضهم. وعلى الحال في قول بعضهم. وهدى في موضع نصب على العطف على قوله مباركا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) * اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأه قراء الأمصار: * (فيه آيات بينات) * على جماع آية، بمعنى: فيه علامات بينات. وقرأ ذلك ابن عباس: فيه آية بينة يعني بها: مقام إبراهيم، يراد بها علامة واحدة.
ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: * (فيه آيات بينات) * وما تلك الآيات. فقال بعضهم: مقام إبراهيم والمشعر الحرام، ونحو ذلك. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: * (فيه آيات بينات) *: مقام إبراهيم، والمشعر.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة ومجاهد: * (فيه آيات بينات مقام إبراهيم) * قالا: مقام إبراهيم من الآيات البينات.