حدثني محمد بن سنان، قال: ثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد، عن الحسن في قوله: * (لن يضروكم إلا أذى) *... الآية، قال: تسمعون منهم كذبا على الله، يدعونكم إلى الضلالة.
القول في تأويل قوله تعالى: * (وإن يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون) *.
يعني بذلك جل ثناؤه: وإن يقاتلكم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، يهزموا عنكم، فيولوكم أدبارهم انهزاما، فقوله: * (يولوكم الادبار) * كناية عن انهزامهم، لان المنهزم يحول ظهره إلى جهة الطالب هربا إلى ملجأ، وموئل يئل إليه منه، خوفا على نفسه، والطالب في أثره، فدبر المطلوب حينئذ يكون محاذي وجه الطالب الهازمة. * (ثم لا ينصرون) * يعني: ثم لا ينصرهم الله أيها المؤمنون عليكم لكفرهم بالله ورسوله، وإيمانكم بما آتاكم نبيكم محمد (ص)، لان الله عز وجل قد ألقى الرعب في قلوب كائدكم أيها المؤمنون بنصركم. وهذا وعد من الله تعالى ذكره نبيه محمدا (ص) وأهل الايمان نصرهم على الكفرة من أهل الكتاب. وإنما رفع قوله: * (ثم لا ينصرون) * وقد جزم قوله: * (يولوكم الادبار) * على جواب الجزاء إئتنافا للكلام، لان رؤوس الآيات قبلها بالنون، فألحق هذه بها، قال: * (ولا يؤذن لهم فيعتذرون) * رفعا، وقد قال في موضع آخر: * (لا يقضى عليهم فيموتوا) * إذ لم يكن رأس آية. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) * يعني بقول جل ثناؤه * (ضربت عليهم الذلة) * ألزموا الذلة، والذلة: الفعلة من الذل، وقد بينا ذلك بشواهده في غير هذا الموضع. * (أينما ثقفوا) * يعني: حيثما لقوا. يقول جل ثناؤه: ألزم اليهود المكذبون بمحمد (ص) الذلة أينما كانوا من الأرض، وبأي مكان كانوا من بقاعها من بلاد المسلمين والمشركين، إلا بحبل من الله، وحبل من الناس كما:
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوف، عن الحسن في