حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: * (وليمحص الله الذين آمنوا) *: أي يختبر الذين آمنوا حتى يخلصهم بالبلاء الذي نزل بهم، وكيف صبرهم ويقينهم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:
* (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين) * قال: يمحق من محق في الدنيا، وكان بقية من يمحق في الآخرة في النار.
وأما قوله: * (ويمحق الكافرين) * فإنه يعني به: أنه ينقصهم ويفنيهم، يقال منه: محق فلان هذا الطعام: إذا نقصه أو أفناه، يمحقه محقا، ومنه قيل لمحاق القمر: محاق، وذلك نقصانه وفناؤه. كما:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال:
قال ابن عباس: * (ويمحق الكافرين) * قال: ينقصهم.
حدثني محمد بن سنان، قال: ثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد، عن الحسن في قوله: * (ويمحق الكافرين) * قال: يمحق الكافر حتى يكذبه.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق * (ويمحق الكافرين) * أي يبطل من المنافقين قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، حتى يظهر منهم كفرهم الذي يستترون به منكم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) يعني بذلك جل ثناؤه: أم حسبتم يا معشر أصحاب محمد، وظننتم أن تدخلوا الجنة، وتنالوا كرامة ربكم، وشرف المنازل عنده، * (ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم) * يقول: ولما يتبين لعبادي المؤمنين، المجاهد منكم في سبيل الله، على ما أمره به. وقد بينت معنى قوله: * (ولما يعلم الله) *: وليعلم الله، وما أشبه ذلك بأدلته فيما مضى بما أغنى عن إعادته وقوله: * (ويعلم الصابرين) * يعني: الصابرين عند البأس على ما ينالهم في ذات الله من جرح وألم ومكروه. كما: