حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (فإن آنستم منهم رشدا) * عقولا وصلاحا.
حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: * (فإن آنستم منهم رشدا) * يقول: صلاحا في عقله ودينه.
وقال آخرون: معنى ذلك: صلاحا في دينهم، وإصلاحا لأموالهم. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثني أبي، عن مبارك، عن الحسن، قال: رشدا في الدين وصلاحا وحفظا للمال.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: * (فإن آنستم منهم رشدا) * في حالهم، والاصلاح في أموالهم.
وقال آخرون: بل ذلك العقل خاصة. ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: لا ندفع إلى اليتيم ماله، وإن أخذ بلحيته، وإن كان شيخا، حتى يؤنس منه رشده: العقل.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد:
* (فإن آنستم منهم رشدا) * قال: العقل.
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو شبرمة، عن الشعبي، قال: سمعته يقول: إن الرجل ليأخذ بلحيته وما بلغ رشده.
وقال آخرون: بل هو الصلاح والعلم بما يصلحه. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج: * (فإن آنستم منهم رشدا) * قال: صلاحا وعلما بما يصلحه.
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال عندي بمعنى الرشد في هذا الموضع: العقل وإصلاح المال، لاجماع الجميع على أنه إذا كان كذلك لم يكن ممن يستحق الحجر عليه في ماله، وحوز ما في يده عنه، وإن كان فاجرا في دينه. وإذ كان ذلك إجماعا من الجميع،