يعني بقوله: ولا سرف: لا خطأ فيه، يراد به: أنهم يصيبون مواضع العطاء فلا يخطؤونها.
القول في تأويل قوله تعالى: * (وبدارا أن يكبروا) *.
يعني جل ثناؤه بقوله: * (وبدارا) * ومبادرة، وهو مصدر من قول القائل: بادرت هذا الامر مبادرة وبدارا. وإنما يعني بذلك جل ثناؤه: ولاة أموال اليتامى، يقول لهم: لا تأكلوا أموالهم إسرافا، يعني: ما أباح الله لكم أكله، ولا مبادرة منكم بلوغهم، وإيناس الرشد منهم حذرا أن يبلغوا فيلزمكم تسليمه إليهم. كما:
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: * (إسرافا وبدارا) * يعني: أكل مال اليتيم مبادرا أن يبلغ فيحول بينه وبين ماله.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة والحسن: * (ولا تأكلوها إسرافا وبدارا) * يقول: لا تسرف فيها، ولا تبادر.
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (وبدارا) * تبادرا أن يكبروا، فيأخذوا أموالهم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال قال ابن زيد في قوله: * (إسرافا وبدارا) * قال: هذه لولي اليتيم خاصة، جعل له أن يأكل معه إذا لم يجد شيئا يضع يده معه، فيذهب بوجهه، يقول: لا أدفع إليه ماله، وجعلت تأكله تشتهي أكله، لأنك إن لم تدفعه إليه لك فيه نصيب، وإذا دفعته إليه فليس لك فيه نصيب.
وموضع أن في قوله: أن يكبروا نصب بالمبادرة، لان معنى الكلام: لا تأكلوها مبادرة كبرهم.
القول في تأويل قوله تعالى: * (ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف) *.