حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: * (وابتلوا اليتامى) * قال: اختبروهم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:
* (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح) * قال: اختبروه في رأيه وفي عقله كيف هو إذا عرف أنه قد أنس منه رشد دفع إليه ماله. قال: وذلك بعد الاحتلام.
قال أبو جعفر: وقد دللنا فيما مضى قبل على أن معنى الابتلاء: الاختبار، بما فيه الكفاية عن إعادته.
وأما قوله: * (إذا بلغوا النكاح) * فإنه يعني: إذا بلغوا الحلم. كما:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: * (حتى إذا بلغوا النكاح) *: حتى إذا احتلموا.
حدثني علي بن داود قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: * (حتى إذا بلغوا النكاح) * قال: عند الحلم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: * (حتى إذا بلغوا النكاح) * قال: الحلم.
القول في تأويل قوله: * (فإن آنستم منهم رشدا) *.
يعني قوله: * (فإن آنستم منهم رشدا) *: فإن وجدتم منهم وعرفتم. كما:
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: * (فإن آنستم منهم رشدا) * قال: عرفتم منهم.
يقال: آنست من فلان خيرا وقرئ بمد الألف إيناسا، وأنست به آنس أنسا بقصر ألفها:
إذا ألفه. وقد ذكر أنها في قراءة عبد الله: فإن أحسيتم منهم رشدا بمعنى: أحسستم:
أي وجدتم.
واختلف أهل التأويل في معنى الرشد الذي ذكره الله في هذه الآية، فقال بعضهم:
معنى الرشد في هذا الموضع: العقل والصلاح في الدين. ذكر من قال ذلك: