وقال آخرون: بل هو أول بيت وضع للناس. ثم اختلف قائلو ذلك في صفة وضعه أول، فقال بعضهم: خلق قبل جميع الأرضين، ثم دحيت الأرضون من تحته. ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عمارة الأسدي، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال:
أخبرنا شيبان، عن الأعمش، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، قال: خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنة، وكان إذا كان عرشه على الماء، زبدة بيضاء، فدحيت الأرض من تحته.
حدثني محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: ثنا عبد الواحد بن زياد، قال: ثنا خصيف، قال: سمعت مجاهدا يقول: إن أول ما خلق الله الكعبة، ثم دحى الأرض من تحتها.
حدثني محمد بن عمرو: قال ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل: * (إن أول بيت وضع للناس) * كقوله: * (كنتم خير أمة أخرجت للناس) *.
حدثني محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) * أما أول بيت، فإنه يوم كانت الأرض ماء، وكان زبدة على الأرض، فلما خلق الله الأرض، خلق البيت معها، فهو أول بيت وضع في الأرض.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: * (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا) * قال: أول بيت وضعه الله عز وجل، فطاف به آدم ومن بعده.
وقال آخرون موضع الكعبة، موضع أول بيت وضعه الله في الأرض. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: ذكر لنا أن البيت هبط مع آدم حين هبط، قال: أهبط معك بيتي يطاف حوله كما يطاف حول عرشي. فطاف حوله آدم ومن كان بعده من المؤمنين، حتى إذا كان زمن الطوفان زمن أغرق الله قوم نوح