يعقوب الموت فتعلموا ما قال لولده وقال له ولده. ثم أعلمهم ما قال لهم وما قالوا له.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
1724 - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: أم كنتم شهداء يعني أهل الكتاب.
القول في تأويل قوله تعالى: إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون.
يعني تعالى ذكره بقوله: إذ قال لبنيه إذ قال يعقوب لبنيه. وإذ هذه مكررة إبدالا من إذ الأولى بمعنى: أم كنتم شهداء يعقوب إذ قال يعقوب لبنيه حين حضور موته.
ويعني بقوله: ما تعبدون من بعدي أي شئ تعبدون من بعدي، أي من بعد وفاتي. قالوا نعبد إلهك يعني به: قال بنوه له: نعبد معبودك الذي تعبده، ومعبود آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا، أي نخلص له العبادة ونوحد له الربوبية فلا نشرك به شيئا ولا نتخذ دونه ربا.
ويعني بقوله: ونحن له مسلمون ونحن له خاضعون بالعبودية والطاعة. ويحتمل قوله: ونحن له مسلمون أن تكون بمعنى الحال، كأنهم قالوا: نعبد إلهك مسلمين له بطاعتنا وعبادتنا إياه. ويحتمل أن يكون خبرا مستأنفا، فيكون بمعنى: نعبد إلهك بعدك، ونحن له الآن وفي كل حال مسلمون. وأحسن هذين الوجهين في تأويل ذلك أن يكون بمعنى الحال، وأن يكون بمعنى: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق مسلمين لعبادته.
وقيل: إنما قدم ذكر إسماعيل على إسحاق لان إسماعيل كان أسن من إسحاق. ذكر من قال ذلك:
1725 - حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق قال: يقال بدأ بإسماعيل لأنه أكبر.
وقرأ بعض المتقدمين: وإله أبيك إبراهيم ظنا منه أن إسماعيل إذ كان عما ليعقوب، فلا يجوز أن يكون فيمن ترجم به عن الآباء وداخلا في عدادهم. وذلك من قارئه كذلك قلة علم منه بمجاري كلام العرب. والعرب لا تمتنع من أن تجعل الأعمام