مجاهد في قوله: وأمنا قال: تحريمه لا يخاف فيه من دخله.
القول في تأويل قوله تعالى: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى.
اختلف القراء في قراءة ذلك، فقرأه بعضهم: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى بكسر الخاء على وجه الامر باتخاذه مصلى وهي قراءة عامة المصرين الكوفة والبصرة، وقراءة عامة قراء أهل مكة وبعض قراء أهل المدينة. وذهب إليه الذين قرأوه كذلك من الخبر الذي:
1629 - حدثنا أبو كريب ويعقوب بن إبراهيم، قالا حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حميد، عن أنس ابن مالك، قال: قال عمر بن الخطاب: قلت: يا رسول الله، لو اتخذت المقام مصلى؟ فأنزل الله: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا ابن أبي عدي، وحدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية جميعا، عن حميد، عن أنس، عن عمر، عن النبي (ص) مثله . حدثنا عمرو بن علي، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا حميد، عن أنس، قال : قال عمر بن الخطاب: قلت: يا رسول الله، فذكر مثله.
قالوا: فإنما أنزل الله تعالى ذكره هذه الآية أمرا منه نبيه (ص) باتخاذ مقام إبراهيم مصلى فغير جائز قراءتها وهي أمر على وجه الخبر.
وقد زعم بعض نحويي البصرة أن قوله: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى معطوف على قوله: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فكان الامر بهذه الآية وباتخاذ المصلى من مقام إبراهيم على قول هذا القائل لليهود من بني إسرائيل الذين كانوا على عهد رسول الله (ص). كما:
1630 - حدثنا الربيع بن أنس بما حدثت عن عمار بن الحسن، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، قال: من الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم قوله: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فأمرهم أن يتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، فهم يصلون خلف المقام.
فتأويل قائل هذا القول: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك