الدين واصفحوا عما كان منهم من جهل في ذلك حتى يأتي الله بأمره، فيحدث لكم من أمره فيكم ما يشاء، ويقضي فيهم ما يريد. فقضى فيهم تعالى ذكره، وأتى بأمره، فقال لنبيه (ص) وللمؤمنين به: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. فنسخ الله جل ثناؤه العفو عنهم والصفح بفرض قتالهم على المؤمنين حتى تصير كلمتهم وكلمة المؤمنين واحدة، أو يؤدوا الجزية عن يد صغارا. كما:
1487 - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير ونسخ ذلك قوله: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم.
1488 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره فأتى الله بأمره فقال: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله وباليوم الآخر حتى بلغ: وهم صاغرون أي صغارا ونقمة لهم فنسخت هذه الآية ما كان قبلها: فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره.
1489 - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره قال: اعفوا عن أهل الكتاب حتى يحدث الله أمرا. فأحدث الله بعد فقال: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إلى: وهم صاغرون.
* - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن قتادة في قوله: فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره قال: نسختها: اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم.
1490 - حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره قال: هذا منسوخ، نسخه: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إلى قوله: وهم صاغرون.
القول في تأويل قوله تعالى: إن الله على كل شئ قدير.