95 - يحيى بن عثمان بن صالح السهمي. حدثني، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: (فإذا قرأناه) (1) يقول: بيناه، (فاتبع قرآنه) (1)، يقول: اعمل به.
ومعنى قول ابن عباس هذا: فإذا بيناه بالقراءة، فاعمل بما بيناه لك بالقراءة. ومما يوضح صحة ما قلنا، في تأويل حديث ابن عباس هذا، ما:
96 - حدثني به محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي: قال:
حدثني أبي، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس: (إن علينا جمعه وقرآنه) (2) قال: أن نقرئك فلا تنسى، (فإذا قرأناه) (1) عليك (فاتبع قرآنه) (1) يقول: إذا تلي عليك فاتبع ما فيه.
قال أبو جعفر: فقد صرح هذا الخبر عن ابن عباس أن معنى القرآن عنده القراءة، فإنه مصدر من قول القائل: قرأت، على ما قلناه. وأما على قول قتادة، فإن الواجب أن يكون مصدرا، من قول القائل: قرأت الشئ، إذا جمعته وضممت بعضه إلى بعض، كقولك:
" ما قرأت هذه الناقة سلى (3) قط "، تريد بذلك أنها لم تضم رحما على ولد، كما قال عمرو بن كلثوم التغلبي:
تريك إذا دخلت على خلاء * وقد أمنت عيون الكاشحينا (9) ذراعي عيطل أدماء بكر * هجان اللون لم تقرأ جنينا (5) يعني بقوله: لم تقرأ جنينا: لم تضمم رحما على ولد. وذلك أن:
97 - بشر بن معاذ العقدي حدثنا، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، في قوله تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه) (2) يقول: حفظه وتأليفه، (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) (1) يقول: اتبع حلاله واجتنب حرامه.
* - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال حدثنا محمد بن ثور، قال:
حدثنا معمر، عن قتادة، بمثله. فرأى قتادة أن تأويل القرآن: التأليف.