فلولا ذلك اتبعناك. فأنزل الله فيهم: (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك) إلى قوله: (كأنهم لا يعلمون).
1332 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريح، قال: حدثني القاسم بن أبي بزة: أن يهود سألوا النبي (ص) من صاحبه الذي ينزل عليه بالوحي، فقال: جبريل. قالوا: فإنه عدو لا يأتي إلا بالحرب والشدة والقتال.
فنزل: (من كان عدوا لجبريل) الآية.
قال ابن جريح: قال مجاهد: قالت يهود: يا محمد ما ينزل جبريل إلا بشدة وحرب، وقالوا: إنه لنا عدو، فنزل: (من كان عدوا لجبريل) الآية.
وقال آخرون: بل سبب قيلهم ذلك من أجل مناظرة جرت بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبينهم في أمر النبي (ص). وذكر من قال ذلك:
1333 - حدثني محمد بن المثنى، قال: ثنا ربعي بن علية، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: نزل عمر الروحاء، فرأى رجالا يبتدرون أحجارا يصلون إليها، فقال: ما هؤلاء؟ قالوا: يزعمون أن رسول الله (ص) صلى ههنا. فكره ذلك وقال إنما رسول الله (ص) أدركته الصلاة بواد فصلى ثم ارتحل فتركه. ثم أنشأ يحدثهم فقال: كنت أشهد اليهود يوم مدراسهم فأعجب من التوراة كيف تصدق الفرقان ومن الفرقان كيف يصدق التوراة، فبينما أنا عندهم ذات يوم قالوا: يا ابن الخطاب ما من أصحابك أحد أحب إلينا منك! قلت: ولم ذلك؟ قالوا: إنك تغشانا وتأتينا. قال: قلت إني آتيكم فأعجب من الفرقان كيف يصدق التوراة ومن التوراة كيف تصدق الفرقان! قال: ومر رسول الله (ص) فقالوا: يا ابن الخطاب ذاك صاحبكم فالحق به! قال: فقلت لهم عند ذلك: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو وما استرعاكم من حقه واستودعكم من كتابه، أتعلمون أنه رسول الله (ص) قال: فسكتوا. قال: فقال عالمهم وكبيرهم: إنه قد عظم عليكم فأجيبوه! قالوا: أنت عالمنا