أحرص الناس على حياة حتى بلغ: لو يعمر ألف سنة يهود أحرص من هؤلاء على الحياة، وقد ود هؤلاء لو يعمر أحدهم ألف سنة.
1323 - وحدثت عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن سعيد، عن ابن عباس في قوله:
يود أحدهم لو يعمر ألف سنة قال: هو قول أحدهم إذا عطس زه هزار سال، يقول:
عشرة آلاف سنة.
القول في تأويل قوله تعالى: وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر يعني جل ثناؤه بقوله: وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر وما التعمير وهو طول البقاء بمزحزحه من عذاب الله. وقوله: هو عماد لطلب ما الاسم أكثر من طلبها الفعل، كما قال الشاعر:
فهل هو مرفوع بما ههنا رأس وأن التي في: أن يعمر رفع بمزحزحه، أو هو الذي مع ما تكرير عماد للفعل لاستقباح العرب النكرة قبل المعرفة. وقد قال بعضهم إن هو الذي مع ما كناية ذكر العمر، كأنه قال: يود أحدهم لو يعمر ألف سنة، وما ذلك العمر بمزحزحه من العذاب.
وجعل أن يعمر مترجما عن هو، يريد: ما هو بمزحزحه التعمير.
وقال بعضهم: قوله: وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر نظير قولك: ما زيد بمزحزحه أن يعمر. وأقرب هذه الأقوال عندنا إلى الصواب ما قلنا، وهو أن يكون هو عمادا نظير قولك: ما هو قائم عمرو.
وقد قال قوم من أهل التأويل: إن أن التي في قوله: أن يعمر بمعنى: وإن عمر، وذلك قول لمعاني كلام العرب المعروف مخالف. ذكر من قال ذلك:
1324 - حدثني المثنى، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو جعفر، عن الربيع عن أبي العالية: وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر يقول: وإن عمر.
* - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع مثله.
1325 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: أن يعمر ولو عمر.