وأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ وأن ماء المرأة أصف رقيق، فأيهما علا كان له الولد والشبه بأذن الله، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان الولد ذكرا بإذن الله وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل كان الولد أنثى بإذن الله؟. قالوا: اللهم نعم! قال: أنت الآن تحدثنا من وليك من الملائكة؟ فعندها نتابعك أو نفارقك. قال: فإن وليي جبريل، ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه. قالوا: فعندها نفارقك، لو كان وليك سواه من الملائكة تابعناك وصدقناك. قال: فما يمنعكم أن تصدقوه؟ قالوا: إنه عدونا، فأنزل الله عز وجل: (من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) إلى قوله: (كأنهم لا يعلمون). فعندها باءوا بغضب على غضب.
1331 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال:
حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين، يعني المكي، عن شهر بن حوشب الأشعري، أن نفرا من اليهود جاءوا رسول الله (ص) فقالوا: يا محمد أخبرنا عن أربع نسألك عنهن فإن فعلت اتبعناك وصدقناك وآمنا بك! فقال رسول الله (ص): عليكم بذلك عهد الله وميثاقه لئن أنا أخبرتكم بذلك لتصدقني! قالوا: نعم. قال: فاسألوا عما بدا لكم.
فقالوا: أخبرنا كيف يشبه الولد أمه وإنما النطفة من الرجل؟ فقال رسول الله (ص):
أنشدكم بالله وبأيامه عند نبي إسرائيل هل تعلمون أن نطفة الرجل بيضاء غليظة، ونطفة المرأة صفراء رقيقة، فأيهما غلبت صاحبتها كان لها الشبه؟ قالوا: نعم. قالوا فأخبرنا كيف نومك؟ قال: أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ قالوا: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد! قالوا: أخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة؟ قال: هل تعلمون أنه كان أحب الطعام والشراب إليه ألبان الإبل ولحومها، وأنه اشتكى شكوى فعافاه الله منها، فحرم أحب الطعام والشراب إليه شكرا لله فحرم على نفسه لحوم الإبل وألبانها؟ قالوا: اللهم نعم. قالوا:
فأخبرنا عن الروح! قال: أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنه جبريل وهو الذي يأتيني؟ قالوا: نعم، ولكنه لنا عدو، وهو ملك إنما يأتي بالشدة وسفك الدماء،