مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وأما تأويل قوله: خالصة فإنه يعني به صافية، كما يقال: خلص لي فلان بمعنى صار لي وحدي وصفا لي يقال: منه خلص لي هذا الشئ، فهو يخلص خلوصا وخالصة، والخالصة مصدر مثل العافية، ويقال للرجل: هذا خلصاني، يعني خالصتي من دون أصحابي. وقد روي عن ابن عباس أنه كان يتأول قوله: خالصة خاصة، وذلك تأويل قريب من معنى التأويل الذي قلناه في ذلك.
1303 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك عن ابن عباس: قل إن كانت لكم الدار الآخرة قال: قل يا محمد لهم يعني اليهود إن كانت لكم الدار الآخرة يعني الخير عند الله خالصة يقول: خاصة لكم.
وأما قوله: من دون الناس فإن الذي يدل عليه ظاهر التنزيل أنهم قالوا: لنا الدار الآخرة عند الله خالصة من دون جميع الناس. ويبين أن ذلك كان قولهم من غير استثناء منهم من ذلك أحدا من بني آدم إخبار الله عنهم أنهم قالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى. إلا أنه روي عن ابن عباس قول غير ذلك.
1304 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس: من دون الناس يقول: من دون محمد (ص) وأصحابه الذين استهزأتم بهم، وزعمتم أن الحق في أيديكم، وأن الدار الآخرة لكم دونهم.
وأما قوله: فتمنوا الموت فإن تأويله: تشهوه وأريدوه. وقد روي عن ابن عباس أنه قال في تأويله: فسلوا الموت. ولا يعرف التمني بمعنى المسألة في كلام العرب، ولكن أحسب أن ابن عباس وجه معنى الأمنية إذا كانت محبة النفس وشهوتها إلى معنى الرغبة والمسألة، إذ كانت المسألة هي رغبة السائل إلى الله فيما سأله.
1305 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك عن ابن عباس: فتمنوا الموت فسلوا الموت إن كنتم صادقين. القول في تأويل قوله تعالى: