قبل. فكذلك ذلك في هذه الآية لان قوله: وإذ أخذنا ميثاقكم بمعنى: قلنا لكم فأجبتمونا. وأما قوله: قالوا سمعنا فإنه خبر من الله عن اليهود الذين أخذ ميثاقهم أن يعملوا بما في التوراة وأن يطيعوا الله فيما يسمعون منها أنهم قالوا حين قيل لهم ذلك:
سمعنا قولك وعصينا أمرك.
القول في تأويل قوله تعالى: وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم.
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: وأشربوا في قلوبهم حب العجل.
ذكر من قال ذلك:
1290 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن قتادة: وأشربوا في قلوبهم العجل قال: أشربوا حبه حتى خلص ذلك إلى قلوبهم.
1291 - حدثني المثنى، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: وأشربوا في قلوبهم العجل قال: أشربوا حب العجل بكفرهم.
1292 - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر عن أبيه، عن الربيع: وأشربوا في قلوبهم العجل قال: أشربوا حب العجل في قلوبهم.
وقال آخرون: معنى ذلك أنهم سقوا الماء الذي ذري فيه سحالة العجل. ذكر من قال ذلك.
1293 - حدثني موسى بن هارون. قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي:
لما رجع موسى إلى قومه أخذ العجل الذي وجدهم عاكفين عليه فذبحه، ثم حرقه بالمبرد، ثم ذراه في اليم، فلم يبق بحر يومئذ يجري إلا وقع فيه شئ منه. ثم قال لهم موسى: اشربوا منه فشربوا منه، فمن كان يحبه خرج على شاربه الذهب فذلك حين يقول الله عز وجل: وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم.
1294 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج عن ابن جريج، قال: لما سحل فألقي في اليم استقبلوا جرية الماء، فشربوا حتى ملئوا بطونهم، فأورث ذلك من فعله منهم جبنا.