الماء؟ قال: يأتيكم به الله. قالوا: فمن أين؟ إلا أن يخرج لنا من الحجر. فأمر الله تبارك وتعالى موسى أن يضرب بعصاه الحجر. قالوا: فبم نبصر؟ تغشانا الظلمة. فضرب لهم عمود من نور في وسط عسكرهم أضاء عسكرهم كله، قالوا: فبم نستظل؟ فإن الشمس علينا شديدة قال: يظلكم الله بالغمام.
حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال ابن زيد، فذكر نحو حديث موسى بن هارون عن عمرو بن حماد، عن أسباط، عن السدي.
حدثني القاسم بن الحسن، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال:
قال ابن جريج، قال: عبد الله بن عباس: خلق لهم في التيه ثياب لا تخلق ولا تدرن.
قال: وقال ابن جريج: إن أخذ الرجل من المن والسلوى فوق طعام يوم فسد، إلا أنهم كانوا يأخذون في يوم الجمعة طعام يوم السبت فلا يصبح فاسدا.
القول في تأويل قوله تعالى: كلوا من طيبات ما رزقناكم.
وهذا مما استغني بدلالة ظاهره على ما ترك منه، وذلك أن تأويل الآية: وظللنا عليكم الغمام، وأنزلنا عليكم المن والسلوى، وقلنا لكم: كلوا من طيبات ما رزقناكم.
فترك ذكر قوله: وقلنا لكم... لما بينا من دلالة الظاهر في الخطاب عليه. وعنى جل ذكره بقوله: كلوا من طيبات ما رزقناكم كلوا من مشتهيات رزقنا الذي رزقناكموه. وقد قيل عنى بقوله: من طيبات ما رزقناكم من حلاله الذي أبحناه لكم، فجعلناه لكم رزقا.
والأول من القولين أولى بالتأويل لأنه وصف ما كان القوم فيه من هنئ العيش الذي أعطاهم، فوصف ذلك بالطيب الذي هو بمعنى اللذة أحرى من وصفه بأنه حلال مباح.
وما التي مع رزقناكم بمعنى الذي كأنه قيل: كلوا من طيبات الرزق الذي رزقناكموه.
القول في تأويل قوله تعالى: وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
وهذا أيضا من الذي استغني بدلالة ظاهره على ما ترك منه. وذلك أن معنى الكلام:
كلوا من طيبات ما رزقناكم، فخالفوا ما أمرناهم به، وعصوا ربهم ثم رسولنا إليهم، وما ظلمونا. فاكتفى بما ظهر عما ترك. وقوله: وما ظلمونا يقول: وما ظلمونا بفعلهم ذلك ومعصيتهم، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. ويعني بقوله: وما ظلمونا: وما وضعوا